سيطر المسلسل الدامي على حياة اللبنانيين مجدداً، بعد التفجير الذي استهدف مركزاً تجارياً في منطقة الكسليك شمال شرقي بيروت منتصف ليل أول من أمس، وأدى الى مقتل ثلاثة عمال هنود، وجرح خمسة اشخاص، فيما وجّه أركان المعارضة اتهامهم بهذا العمل الى الاجهزة الأمنية اللبنانية. ودانت واشنطن التفجير، داعية الى ارسال مراقبين دوليين، لمراقبة الانتخابات النيابية. وفي بروكسيل، ندد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ب"الذين يراهنون على الاسوأ"في لبنان، بعد عمليتي تفجير في غضون أربعة أيام الأول ليل الجمعة - السبت في منطقة نيو جديدة. وحمل شيراك، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام القمة الأوروبية، على"الذين يراهنون على تفاقم الأوضاع والذين يريدون القول ان من دون الوجود السوري، ستعود الفوضى والاعتداءات الى لبنان"، متمنياً"كشف الذين يلعبون هذه اللعبة الدنيئة بسرعة وادانتهم". راجع ص4 و5 وفيما تواكب هذا المسلسل التشنجات السياسية التي تتصاعد منذ التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود في أيلول سبتمبر الماضي، وبعد اغتيال رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، أعلن لحود ان"مثل هذه الاعمال الاجرامية التي ترتكبها جهات لاعادة لبنان الى اجواء الفوضى، لن يؤثر في تصميم الدولة على كشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ومحاسبة المسؤولين عنها والمقصرين... لأن اللبنانيين اقوى من ان تنال هذه الجرائم من وحدتهم". وأوعز لحود الى الجهات المعنية الاسراع في التحقيق. في غضون ذلك، طلب رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي من القوى الأمنية ان تقوم بكل واجباتها وتبذل كل الجهود لأن سلامة المواطنين خط أحمر. وأضاف رداً على سؤال:"يجب ان نكون واقعيين فالدولة والاجهزة لا تستطيعان ان تضعا شرطياً وراء كل فرد في لبنان". وزاد:"لا يمكن ان نضمن مئة في المئة كل شيء، فعلى السياسيين اتخاذ الاحتياطات، ثم لا يغني حذر عن قدر فما هو مكتوب سيحصل". واستنكر"حزب الله"التفجير، ودان"الايدي المجرمة التي تستهدف العبث بالأمن والسلم الأهليين"، منبهاً الى"الاشاعات التي ترافق مثل هذه الاعمال". وزار موقع الانفجار معظم نواب المعارضة وقادتها، واتهموا الاجهزة الأمنية بالوقوف وراءه .وأصدر"لقاء قرنة شهوان"المعارض بياناً حمّل"النظام الأمني"المسؤولية، داعياً المتضررين من أصحاب المحال التجارية في المنطقة الى الادعاء على وزيري الدفاع عبدالرحيم مراد والداخلية سليمان فرنجية ورؤساء الاجهزة الأمنية"أقله بسبب تقصيرهم الفاضح في الحفاظ على الأمن".وطالب أحد نواب المنطقة التي وقع فيها الانفجار، وهو الوزير فارس بويز، بإحالة"كل الجرائم على محكمة الجرائم الدولية". ورفضت النائبة بهية الحريري أي عودة الى وراء، وقالت:"شعورنا بفداحة الكارثة استشهاد الرئيس الحريري شعورنا بالمسؤولية بأن نحافظ على الوطن الذي أراده رفيق الحريري، وبألا نسمح لأحد باللعب بأمن اللبنانيين واستقرارهم". وصباح أمس أدت التشنجات السياسية بين طلاب جامعة بيروت العربية، الى اشتباك بالأيدي بين اثنين من طلابها، تطور الى حد إشاعة الفوضى فيها، وسقط جريحان، ما عطل الدراسة .لكن التنظيمات الطالبية، المعارضة والموالية على السواء قادت هذه التنظيمات الى التهدئة. الى ذلك، دانت الادارة الاميركية بشدة امس الانفجار في منطقة الكسليك، واعتبرته"محاولة لزيادة التوترات واضعاف صوت الشعب اللبناني"، و"رغبته المعلنة لاعتناق الحرية والسيادة". ودعت الى ارسال مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات النيابية. وتعليقاً على موقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وحديثه مع الرئيس السوري بشار الأسد على هامش القمة العربية، طالبت الادارة في بيان صادر عن مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الاميركية ب"انسحاب فوري وكامل لكل القوات والاستخبارات السورية، طبقاً لجدول زمني معين". واكد البيان متابعة"الاستشارات مع الأممالمتحدة والحلفاء لضمان انسحاب سوري كامل وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1559". وكررت الادارة انها"تتابع عن كثب التطورات اللبنانية"بهدف"ضمان انتخابات نيابية حرة في الربيع، ومن دون أي تدخل اجنبي".