أظهرت التقديرات الأولية بعد بدء تعداد أصوات الناخبين في الدائرة الأولى في دريسدن ان مرشح الاتحاد المسيحي يتقدم على المرشحين الآخرين، خصوصاً على مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي بنسبة 3 في المئة. وقال أحد المسؤولين عن معهد"فالن"لبحوث الرأي العام ان هذه النتيجة تمثل 60 مركز اقتراع من أصل 199، وأن الناخبين المسيحيين صوتوا على ما يبدو بصورة ذكية هذه المرة، اذ أعطوا صوتهم الانتخابي الأول لمرشحهم وصوتهم الانتخابي الثاني للحزب الليبرالي لكي يتفادوا محذور فقدانهم مقعداً اضافياً على المستوى العام للأصوات في البلاد، اذ حصل حزبهم ايضاً على أكثر من 40 ألف صوت. وأعلنت لجنة الاشراف على الانتخابات أن تعداد الأصوات سيستغرق بعض الوقت ولن تعلن النتائج قبل العاشرة ليلاً. واذا لم تحدث مفاجأة ليلاً، وهي غير متوقعة في الواقع، فإن الاتجاه يميل الى فوز الاتحاد المسيحي بمقعد اضافي في البرلمان الاتحادي ليصبح عدد نوابه 226 نائباً مقابل 222 للحزب الاشتراكي الديموقراطي، الأمر الذي سيحرج المستشار غيرهارد شرودر الذي لا يزال متمسكاً بحقه في تشكيل الحكومة المقبلة. وكانت انتخابات الدائرة الأولى التي تضم 219 ألف ناخب تأجلت وفقاً لما ينص عليه قانون الانتخابات، بسبب وفاة مرشحة عن الحزب القومي الالماني. ودل ارتفاع نسبة المشاركين الى وعي الناخب الشرقي بأن صوته قد يحرك الجمود السياسي السائد في البلاد منذ اسبوعين، بعدما اعتبر كل من المستشار شرودر ومنافسته زعيمة الاتحاد المسيحي آنغيلا مركل انه الفائز في الانتخابات التي انتهت بمفاجأة حصول حزب شردور الاشتراكي الديموقراطي على النسبة نفسها من أصوات الناخبين تقريباً التي حصل عليها الاتحاد المسيحي. وعلى رغم ان الاتحاد المسيحي يتقدم على الحزب الاشتراكي الديموقراطي بثلاثة مقاعد، إلا أنه غير قادر على تشكيل تحالف مع الحزب الليبرالي لأنهما لا يملكان غالبية نيابية في البرلمان الاتحادي. وبعد مناورات تحالفية سريعة من جانب الطرفين مع كل من حزب الخضر والحزب الليبرالي وجد الاشتراكيون والمسيحيون أنفسهم وجهاً لوجه واقتنعوا بسرعة بأن لا بديل من"التحالف الكبير"بينهما، خصوصاً ان الناخبين ارادوا بتصويتهم هذا التحالف الذي اكدته ايضاً معاهد الاستطلاع قبل الانتخابات لاعتقادهم بأن الحزبين الكبيرين قادران على حل المصاعب البنيوية التي تواجهها المانيا. لكن العقدة الكبرى لا تزال تتمثل في تشبت كل من شرودر ومركل بقيادة الحكومة المقبلة والبلاد.