بعد الفوز الواضح للتحالف المسيحي - الليبرالي (يمين - نيوليبيرالي) في الانتخابات النيابية العامة في ألمانيا التي أجريت الأحد، انتهى عهد طبعه الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمدة 11 سنة كاملة بطابعه، سبع منها بالتحالف مع حزب الخضر وأربع مع الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة انغيلا مركل. وحصل الاتحاد المسيحي الذي يضم الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري) على 33.8 في المئة (أي 239 مقعداً برلمانياً بينها 24 مقعداً سيشغلها نواب فازوا بأكثر من 50 في المئة من الأصوات في دوائرهم الفردية)، فيما حصل الحزب الاشتراكي على 23 في المئة (146 مقعداً)، والحزب الديموقراطي الحر على 14.6 في المئة (93 مقعداً)، وحزب اليسار على 11.9 في المئة (76 مقعداً)، وحزب الخضر على 10.7 في المئة (68 مقعداً). وبذلك يحصل الائتلاف الحكومي المقبل على غالبية برلمانية مريحة تتألف من 332 مقعداً من أصل 614 مقعداً في البرلمان. وفاجأ الفوز الواضح للمحور المحافظ - النيوليبيرالي عند إعلان النتائج الأولية المراقبين الذين توقعوا ليلاً طويلاً قبل معرفة الفائز، وذلك بعدما توقعت استطلاعات الرأي منافسة شديدة ونتيجة أفضل بكثير للحزب الاشتراكي. وتبين أن الحزب الاشتراكي لم يتمكن على رغم كل الجهد الذي بذله، من إقناع الملايين من مناصريه التقليديين من التصويت له، كما حصل مع المستشار السابق غيرهارد شرودر قبل أربع سنوات. وخسر الحزب في هذه الانتخابات 11.2 في المئة من أصواته بعدما لزم حوالى مليونين من ناخبيه منازلهم ونقل اكثر من مليون آخرين أصواتهم إلى حزب اليسار فيما ذهب نصف مليون آخر إلى حزب الخضر. وفي المقابل لم يخسر الاتحاد المسيحي سوى 1.4 في المئة من الأصوات فيما ربح الليبيراليون 4.8 في المئة ومثلهم تقريباً اليسار ونحو 2 في المئة الخضر. وأفيد أن الحكومة الجديدة بقيادة المستشارة مركل يمكن أن تتشكل خلال أقل من شهر ليبدأ عهد جديد يعيد التحالف «شبه الطبيعي» الذي كان قائماً في الماضي بين المسيحيين والليبيراليين باستثناء مرتين تحالف فيهما الحزب الحر مع الاشتراكيين قبل أن ينقضه بصورة مبكرة في عهد المستشار السابق هيلموت شميدت أواسط الثمانينات من القرن الماضي. وأعلنت المستشارة مركل بعد اجتماع عام لقيادة حزبها في برلين أمس، انها ستسعى إلى تشكيل حكومة جديدة قبل التاسع من الشهر المقبل الذي يصادف ذكرى سقوط جدار برلين عام 1990. وأضافت أنها ستكون مسرورة جداً عندها لاستقبال العديد من رؤساء الدول والحكومات الصديقة في هذه الذكرى. وانضم رئيس الحزب الليبيرالي غيدو فيسترفيلله المرشح الطبيعي لمنصب وزير الخارجية ونائب المستشارة إلى رغبة مركل، مشيراً إلى أنه سيجتمع بها على الفور للاتفاق على أسس المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بين الطرفين. وكشف منافس مركل الخاسر ووزير الخارجية الاشتراكي الحالي فرانك فالتر شتاينماير أنه سيترأس الكتلة النيابية لحزبه في البرلمان المقبل. وأكد أن كتلته ستعلب دوراً معارضاً حازماً لمنع الحكومة المقبلة من تعطيل قرارات وقوانين سابقة والجنوح إلى مواقع أكثر محافظة ونيوليبيرالية. وفي موقف لافت، حضَّ حزب الخضر الاشتراكيين أمس على تحسين علاقاتهم مع حزب اليسار لتقوية دور المعارضة في البرلمان، وبصورة خاصة في مجلس اتحاد الولايات الألمانية حيث فرص السيطرة عليه متوافرة.