تُعد الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية من أهم عناصر التنوع البيئي التي تعكس ثروات البلاد الطبيعية وثقافتها الغنية. وتمتاز المملكة بتنوعها الجغرافي، حيث تجمع بين الصحارى الشاسعة والجبال العالية والسواحل الجميلة، مما يسهم في وجود مجموعة متنوعة من الكائنات الحية، من الحيوانات والنباتات. إن العناية بالبيئة والحفاظ على الحياة الفطرية أصبح من الأولويات الوطنية، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الطبيعي. تحتضن المملكة العربية السعودية العديد من الأنواع الفريدة، مثل الغزال العربي والوعل والقط الرملي، بالإضافة إلى أنواع نباتية نادرة. وقد أُنشئت عدة محميات طبيعية، مثل محمية الملك عبدالعزيز ومحمية الملك سلمان ومحمية الأمير محمد بن سلمان ومحمية الملك خالد وغيرها من المحميات لحماية هذه الأنواع والحفاظ على توازن النظام البيئي. وتعد هذه المحميات ملاذًا آمنًا للحياة البرية، حيث توفر بيئة مثلى للتكاثر والنمو. وتسعى المملكة بشكل مستمر إلى تعزيز جهود حماية الحياة الفطرية من خلال برامج توعية وتثقيف المجتمع حول أهمية الحفاظ على البيئة. وتعمل الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية على حماية الأنواع المهددة بالانقراض، من خلال إعادة توطينها وتوفير الظروف المناسبة لنموها. إن هذه الجهود تعكس التزام المملكة بحماية تراثها الطبيعي. وتتجلى أهمية الحياة الفطرية في الثقافة والتراث السعودي، حيث يُعد الغزال رمزًا للجمال والحرية. وقد عبّر الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- عن هذا الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة في قصيدته التي نظمها تكريمًا لعمه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في هذه القصيدة، يتحدث عن الغزال برقته وجماله مما يعكس جمال الطبيعة وضرورة الحفاظ عليها ومن أبياتها:- يا شايل الظبي بين أيديه يستاهل الظبي من شاله بالهون بالهون يا مغليه معطيك ظبي الفلا حاله غزالك ارتاح مع راعيه يبي على الصدر مقياله الشوق لك بالهوى طاويه والنفس لك دوم مياله تُظهر هذه الأبيات كيف يعكس الغزال جمال الطبيعة، ويرمز إلى الحب والحنان، مما يسلط الضوء على قيمة الحياة الفطرية في الثقافة السعودية. إن ارتباط الشعراء بالطبيعة يُعبر عن عمق العلاقة بين الإنسان والبيئة، ويحفز الجميع على الاهتمام بحماية هذه الثروات الفريدة. وتمثل الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية جزءًا حيويًا من تراثها الطبيعي والثقافي. من خلال جهود الحماية والتوعية. ويمكن للمملكة الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي للأجيال القادمة. إن اهتمام الشعراء والحكام بالطبيعة يعكس الالتزام الوطني بحماية البيئة، مما يجعل الحياة الفطرية رمزًا للفخر والهوية الوطنية المتميزة.