اتجهت أنظار الاحزاب الالمانية امس، الى الانتخابات التي تجرى في دريسدن غداً الاحد، لمعرفة الى أي حد يمكن ان ترجح النتيجة كفة المستشار غيرهارد شرودر أو زعيمة الاتحاد المسيحي آنغيلا مركل. وفي وقت شهدت تصريحات شرودر ومركل الاخيرة تصلباً ملحوظاً بعد مواقف بدا فيها عزم الجانبين على تشكيل حكومة"التحالف الكبير"، ظهر أول تصدع في التحالف السياسي القائم بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر في موضوع انتخاب رئيس البرلمان الاتحادي في 18 الشهر الجاري. وأعلن أمين سر الكتلة النيابية للخضر فولكر بك أنه"لن يكون بامكان الاشتراكيين الاعتماد على أصوات النواب الخضر بسهولة اذا قرروا ترشيح رئيس البرلمان الحالي فولفغانغ تيرزه من جديد"، ناصحاً بابعاد انتخابات رئاسة البرلمان عن"مناورات الصراع على الحكم". ويؤيد الخضر التقليد المتبع في أن تحدد الكتلة النيابية الاكبر شخص رئيس البرلمان. لكن بك أكد في الوقت نفسه أن حزبه لن يلعب لعبة المسيحيين"في اعادة طرح تحالف جمايكا"بينهما مع الحزب الليبرالي كما تحاول مركل حالياً. ويخشى الحزبان الكبيران معركة رئيس المجلس لأنها غير محسومة النتائج، خصوصاً أن حزب اليسار لم يحسم بعد موقفه منها، علماً انه سيرشح رئيسه لوتار بيسكي لمنصب نائب الرئيس، واحتمال تفاهمه مع الاشتراكيين في هذه النقطة قد يقلب الصورة. وقبل اتجاههما الى دريسدن بعد ظهر امس، للتحدث في مهرجانين كبيرين لحزبيهما، جدد كل من شرودر ومركل احقيتهما في تسلم المستشارية. واشترطت مركل عدم الدخول في مفاوضات"التحالف الكبير"مع الاشتراكيين قبل حسم هذه المسألة. لكن شرودر رفض أي شرط مسبق قائلاً:"لا يمكن لأي طرف السيطرة على الطرف الآخر في ظل وجود عدد متماثل من النواب". وتزيد الكتلة المسيحية عن الكتلة الاشتراكية بثلاثة مقاعد، ويمكن لنتيجة دريسدن ان تخفضها الى اثنين او ترفعها الى أربع، الامر الذي سيحرج المستشار عندها ويدفعه الى تقديم استقالته، بحسب توقع مراقبين كثر. وفي وقت أكد شرودر لصحيفة"سكسيشه تسايتونغ"أن لا تفكير لديه لتشكيل حكومة اقلية، لم تستبعد مركل في حديث مع الصحيفة نفسها، لجوءها الى ذلك مع الحزب الليبرالي. لكن مركل تلقت دفعة واحدة امس، انتقادات على"قيادتها الباردة"للحملة الانتخابية، من جانب قياديين مسيحيين مثل وزير داخلية ولاية بافاريا غونتر بكشتاين ورئيس رابطة العمال المسيحيين كارل لاومن ونائب رئيس الكتلة النيابية فولفغانغ بوسباخ. وقال هؤلاء لمجلة"دير شبيغل"التي تصدر غداً، ان التركيز على مصالح الاقتصاد ورجال الاعمال ونسيان مصالح الصغار، كان خاطئاً. وطالب عدد من رؤساء الحكومات الولايات المسيحية مركل"باظهار صرامة وتشدد"في المحادثات الجارية مع الاشتراكيين. وفي المقابل دعا قادة اشتراكيون في عدد من الولايات قيادة حزبهم"الى عدم التفريط بهوية الحزب الاجتماعية والبيئية"في المشاورات الجارية. ونقلت صحيفة"دي فيلت"عن مصادر مطلعة امس، ان المفاوضات بين المسيحيين والاشتراكيين لتشكيل حكومة ستطول، وأن أحداً لا يتوقع تشكيلها قبل تشرين الثاني نوفمبر المقبل.