أدى تقارب النتائج غير النهائية للانتخابات الالمانية أمس، الى تنازع كل من المستشار الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر ومنافسته الديموقراطية المسيحية انغيلا مركل على إعلان الفوز، رغم ان الاستطلاعات التي أجريت على الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أعطت المرشحة المحافظة تفوقاً بفارق بسيط لا يتجاوز 1,2 في المئة من الاصوات. لكن أياً يكن الفائز الفعلي فانه لن يستطيع تشكيل حكومة ائتلافية وحده، وقد يضطر الى الدخول في ائتلاف موسع مع خصومه. وأظهرت نتائج استطلاع أجراه التلفزيون الالماني الحكومي بين الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع ان"المسيحيين الديموقراطيين"بزعامة مركل نالوا 35,3 في المئة من الاصوات، وهو رقم يقل كثيراً عما كان متوقعاً، في حين نال حليفهم"الحزب الليبرالي"10,1 في المئة. اما حزب شرودر فنال 34,1 في المئة ونال حليفه حزب"الخضر"8,1 في المئة. ونال 8,5 في المئة من الاصوات حزب"اليسار الجديد"المشكل من اشتراكيين ديموقراطيين غير راضين عن سياسات شرودر الداعمة لرجال الاعمال ومن شيوعيين المان شرقيين سابقين. وسارعت مركل الى اعلان فوزها بمنصب المستشارية، مؤكدة انها ستجري مشاورات مع مختلف الاحزاب باستثناء حزب اليسار المتشدد. وقالت:"المهم الآن هو تشكيل حكومة مستقرة للشعب الالماني، ومن الواضح تماماً اننا حصلنا على تفويض للقيام بذلك". وأضافت:"الحكومة الحمراء - الخضراء انتهت، لكننا لم ننجح في الفوز بغالبية مطلقة". وبدوره أعلن شرودر الذي يتوقع ان تتغير النتائج لمصلحته انه يرفض الاعتراف بالهزيمة. وقال انه قد يبقى في منصب المستشار اربع سنوات أخرى اذا نجحت المفاوضات مع الاحزاب الاخرى، مستبعداً بدوره التحالف مع حزب اليسار الجديد. وأضاف امام تجمع لأنصاره:"أشعر ان لدي تفويضاً، وبانه ستكون هناك حكومة مستقرة في البلاد بقيادتي خلال السنوات الاربع المقبلة". وأجمع المراقبون والمحللون هنا على أن المانيا لم تشهد في تاريخها الحديث حملة انتخابية استمرت حتى اللحظة الأخيرة وشابتها محاولات واضحة ومحمومة لغسل عقول الناخبين. وأدلى شرودر ومنافسته الديموقراطية المسيحية انغيلا مركل قبل ظهر أمس، بصوتيهما في هانوفر وبرلين على التوالي، الأول مع زوجته دوريس والثانية مع زوجها يواكيم زاور. كما صوّت زعيم"الخضر"وزير الخارجية يوشكا فيشر في برلين، والزعيم المسيحي البافاري ادموند شتويبر في ميونيخ، ورئيس"الحزب الليبرالي"غيدو فيسترفيله في بون، وزعيم حزب اليسار الجديد غريغور غيزي في برلين. ولن تعلن لجنة الاشراف على الانتخابات النتائج النهائية بصورة رسمية بسبب عدم اكتمال الاقتراع. وكان تقرر الأسبوع الماضي، وبعد وفاة مرشحة"الحزب القومي الألماني"في دائرة دريسدن الأولى بصورة مفاجئة، تأجيل الانتخابات في هذه الدائرة الى الثاني من الشهر المقبل. ويبلغ عدد الناخبين هناك 227 ألف ناخب، ما يعني أنه في حال جاءت النتائج غير النهائية، التي ستعلن اليوم، شديدة التقارب بين المعسكرين المتنافسين، أو أن طرفاً تقدم بفارق ضئيل على الطرف الآخر، ستصبح دريسدن عندها"بيضة الميزان".