قبل بدء"الاجتماع الحاسم"ليل الأحد ? الاثنين، بين الزعماء الاشتراكيين والمسيحيين الأربعة الكبار للاتفاق على شخص المستشار المقبل للبلاد وعلى توزيع الحقائب الوزارية والمناصب البرلمانية الرئيسة والخطوط العامة لبرنامج الحكومة المشتركة، رفع مسؤولون من الطرفين سقف مطالبهم من جديد وسط تزايد الإشاعات والتحذيرات. وبعدما اعلن ممثلو جناح اليسار وجناح اليمين في الحزب الاشتراكي انهما لن يقبلا اقل من بقاء غيرهارد شرورد مستشاراً للبلاد"بسبب كفاياته التي تفوق"كفايات منافسته انغيلا مركل، حذر جناح اليسار قيادة حزبه من التراجع عن برنامجه الانتخابي وتقديم تنازلات لمصلحة اليمين وأرباب العمل. وبعدما نسي الجميع"الحل الإسرائيلي"للائتلاف، عاد وزير الداخلية اوتو شيلي وطرحه في مقابلة اجرتها معه صحيفة"فرانكفورتر الغماني تسايتونغ"ونشرتها في عددها امس. وقال شيلي انه يرى في هذا الحل الذي يسمح لشرودر البقاء في منصبه لمدة سنتين على ان تخلفه مركل في السنتين الأخريين من الولاية"خدمة لألمانيا". وكان قادة الاتحاد المسيحي رفضوا في اكثر من مناسبة القبول بهذا الحل وأصروا على ان تكون مركل المستشارة المقبلة، خصوصاً بعدما ازداد فارق المقاعد النيابية بين الاتحاد والحزب الاشتراكي من 3 الى 4 مقاعد، إثر انتخابات الدائرة الأولى في دريسدن التي أجريت متأخرة بسبب وفاة احدى المرشحات فيها. كما تمسك المسيحيون بالعرف المتبع في ان يكون رئيس البرلمان من الكتلة النيابية الأكبر، لكنهم ابدوا استعداداً لتقاسم المقاعد الوزارية مناصفة على ان يحصل الاشتراكيون على سبع حقائب يحددونها بأنفسهم في مقابل خمس لهم، شرط تخلي شرودر عن المطالبة بالمستشارية. وبدورهم حذر قادة مسيحيون امس، مركل وحليفها المسيحي البافاري ادموند شتويبر من تقديم الكثير من التنازلات في اجتماع الأحد - الاثنين الذي يتوقع ان يستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وقال رئيس حكومة ولاية تورينغن المسيحي الديموقراطي ديتر آلتهاوس انه"من غير المسموح ان تصل المحادثات الى الاتفاق على الحدود الدنيا فقط". ودعا نائب رئيسة الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي ميشائيل غلوس مركل وشتويبر الى الانسحاب من المشاورات الجارية في حال الاضطرار قائلاً:"نحن لا نريد عقد تحالف كبير بثمن باهظ". وفيما بدا واضحاً ان المستشار شرودر ورئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ يسعيان الى"رفع سعر التنازل عن المستشارية"لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب، او لدفع الاتحاد المسيحي الى الرفض والانسحاب من المشاورات، ازدادت الأصوات الاشتراكية التي تطالب بأن يتسلم شرودر في حال تنحيه، منصب نائب المستشار ووزير الخارجية. وبعدما كانت مثل هذه الفكرة"مضحكة"و"طريفة"، بل ومستبعدة تماماً، صرح قادة مسيحيون مثل رئيس حكومة ولاية سكسونيا المنخفضة كريستيان فولف، بأنهم سيوافقون عليها في حال طرحها في الاجتماع، علماً ان مثل هذا الحل سيجعل الحكومة المقبلة برأسين ولن تُسر به مركل بالتأكيد.