شهدت اقلام الاقتراع في دائرة دريسدن الاولى امس تدفقاً كبيراً من جانب الناخبين ال 219 ألفاً الذين اضطروا الى عدم المشاركة في الانتخابات النيابية العامة التي أجريت في 18 الشهر الماضي بسبب وفاة احدى المرشحات في الدائرة. وذكرت الهيئة المشرفة على الانتخابات ان 60 في المئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم حتى الساعة الثانية بعد الظهر وقبل اقفال الصناديق بأربع ساعات، الامر الذي يترك الانطباع بأن غالبية كبيرة من الناخبين تعي الاثر النفسي الذي ستتركه نتيجة تصويتهم على مواقف اللاعبين السياسيين الاساسيين في البلاد، وخصوصاً على المستشار غيرهارد شرودر ومنافسته على المنصب آنغيلا مركل. وفي ظل عدم وجود استطلاعات في شأن سلوك ناخبي الدائرة الاولى في دريسدن، يشير الرجوع الى نتائج الدورات الانتخابية السابقة الى تبادل مرشحي الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي الفوز في الدائرة اكثر من مرة. وتوقع المراقبون أن يبلغ التنافس هذه المرة أوجه بين مرشحي الحزبين اللذين يسعيان الى الفوز بالمقعد بصورة مباشرة بغض النظر عن النسبة التي سيحصل عليها كل حزب منهما، علماً ان لمرشح حزب اليسار حظاً ايضاً في الفوز بصورة مباشرة. لكن المسيحيين قد يواجهون خطر فقدانهم مقعداً في البرلمان الاتحادي حتى ولو فاز مرشحهم مباشرة بغالبية الاصوات، بسبب حصولهم على مقعد اضافي في ولاية شمال الراين ووستفاليا بعد تدوير لجنة الاشراف على الانتخابات الاصوات التي حصلوا عليها هناك الا في حال لم يحصل حزبهم في دائرة دريسدن على اكثر من 40 الف صوت. وفي كل الاحوال لا يتوقع أحد ان تؤدي نتائج انتخابات دريسدن الى تغيير جذري في النتائج العامة النهائية التي ستعلن ليل الاحد - صباح الاثنين، وهو عطلة رسمية لمناسبة عيد الوحدة الالمانية الخامس عشر. ومع ذلك ينتظر المراقبون السياسيون ان تكون للنتائج، خصوصاً لما سيحصل عليه كل من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والاتحاد المسيحي ومرشحيهما من نسبة مئوية ومن اصوات مباشرة تأثيرات معنوية ونفسية على كل فريق. وفي هذه الحال يمكن لفوز المسيحيين بمقعد اضافي رابع في البرلمان الاتحادي ان يحسم المطالبة بتشكيل الحكومة المقبلة لمصلحة مركل، كما ان فوز الاشتراكيين بمقعد اضافي يخفض الفارق مع المسيحيين الى مقعدين فقط يمكن ان يقوي حجة المستشار شرودر في البقاء في منصبه وتشكيل الحكومة الجديدة على اعتبار ان الشعب يؤيد نهجه الاصلاحي المحافظ على الدولة الاجتماعية ويرفض نهج مركل النيوليبرالي. وكانت المشاورات التي عقدت بين قيادتي الحزبين الكبيرين في الاسبوعين الماضيين تقدمت خطوات عدة على طريق تشكيل حكومة ائتلافية، لكن من دون حل عقدة من سيكون المستشار المقبل للبلاد. وذكرت بعض التقارير الصحافية امس، ان النقاط المشتركة بين الطرفين اكثر مما هو متوقع، لكن ان لم تحل عقدة المستشار المقبل لن يكون امام رئيس الدولة هورست كولر في ظل عدم وجود غالبية نيابية لأي طرف إلا الدعوة الى اجراء انتخابات نيابية جديدة.