اعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر امس، انه يتحمل مع حكومته "المسؤولية الرئيسية" لهزيمة حزبه في الانتخابات الفرعية التي اجريت اول من امس. وجاء ذلك بعدما مني حزبه "الاشتراكي الديموقراطي" بخسارة غير مسبوقة في الانتخابات النيابية المحلية في ولايتي سكسونيا وهسِّن. وفي سكسونيا المنخفضة التي تسمى "ولاية شرودر" لأنه حكمها 8 سنوات قبل ان ينتخب مستشاراً للبلاد عام 1998، فقد حزبه الغالبية المطلقة التي كان يتمتع بها، وتراجعت أصوات ناخبيه من .947 الى .433 في المئة. وفاز في المقابل، الحزب الديموقراطي المسيحي الذي جمع .348 في المئة من الأصوات بزيادة بلغت .512 في المئة. وفي ولاية هسِّن حقق الحزب الديموقراطي المسيحي فوزاً كاسحاً بنيل مرشحه رئيس الحكومة المحلية رولاند كوخ الغالبية المطلقة في البرلمان، وزادت أصوات الحزب من .443 الى .848 في المئة. وتراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بصورة مأسوية من .429 في المئة، وهي أسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية. وتمكن كل من حزب الخضر والحزب الليبرالي من دخول برلماني الولايتين. وسيتحالف الليبراليون مع المسيحيين الديموقراطيين في سكسونيا المنخفضة لتشكيل حكومة مشتركة، فيما رفضوا دخول حكومة كوخ بعد تحقيقه الغالبية المطلقة، على رغم عرضه مواصلة الائتلاف الحكومي معهم. وأجمع السياسيون والمحللون على ان غالبية ناخبي الولايتين صوتوا قبل كل شيء ضد النهج الاقتصادي والمالي "المتذبذب" الذي اتبعه المستشار شرودر بعد أربعة أشهر من انتخابه مستشاراً للبلاد للمرة الثانية. واذا كانت ورقة معارضة الحزب ضد العراق وخطط الولاياتالمتحدة في هذا الاتجاه ساعدته على اقناع الناخبين الألمان بالتجديد له على رغم عدم اقتناعهم بالاصلاحات الاقتصادية التي قام بها، وعجزه عن مواجهة البطالة المتزايدة في البلاد وارتفاع كلفة المعيشة، لم تسعفه هذه الورقة على الاطلاق في الولايتين، لأن الناخبين أرادوا الاقتصاص منه وعرفوا كيف يفرقون بين السياسة المحلية والسياسة العامة في البلاد. وعلى رغم ان نتيجة الانتخابات في الولايتين ستزيد من هيمنة الحزب الديموقراطي المسيحي على مجلس اتحاد الولايات الألمانية، فهي لن تؤثر مباشرة على نفوذ حكومة شرودر التي تسيطر على البرلمان الاتحادي. لكن المستشار الذي أعلن أمس بعد اجتماع لقيادة حزبه في برلين انه فهم رسالة الناخبين، سيجد نفسه مضطراً لمراجعة سياسة حكومته. وأكد شرودر انه سيعمل على كسب ثقة المواطنين به من جديد مرحباً بدعوة المعارضة المسيحية الليبرالية للتعاون داخل مجلس اتحاد الولايات الألمانية وداخل البرلمان الاتحادي لمواجهة المصاعب الاقتصادية والمالية التي تواجهها البلاد بدلاً من عرقلة كل طرف لجهود الآخر.