تابعت اجهزة الامن الاسبانية حملتها على"الارهاب الدولي ذات الطابع الاسلامي"، واعتقلت امس، 15 شخصاً"من جنسيات مختلفة في خمس مدن مختلفة في اقاليم الاندلس ملقة ونيرخا واشبيلية وكاتالونيا وجزر الباليار المتوسطية. واكد وزير الداخلية خوسيه انتونيو الونسو ان عملية"اونيون" التي تعني الوحدة بالاسبانية، اسفرت عن تفكيك شبكة مهمة متصلة مباشرة بتنظيم"القاعدة"في العراق بزعامة"ابو مصعب الزرقاوي"، ووصفها بأنها تتمتع ب"هيكلية منظمة ذات توجهات متشددة جداً تعمل على اتخاذ قرارات مهمة". واشار الى ان مجموعة ثانية تتفرع منها، لتجنيد مقاتلين وارسالهم الى العراق وتساهم في تمويل العمليات من طريق السرقة والتهريب، فيما تتولى مجموعة ثالثة مهمة تزوير مستندات. واعلن الونسو العثور في منازل خضعت للتفتيش في اشبيلية على مواد تستخدم في صنع متفجرات مثل القطران والسوس والاسيد والاسيتون والاوكسيجين وحبوب مركبة من البيكاربونات وحمض النتريك وسواها،"لكنها ليست رئيسية في تركيب متفجرات، ولا تشير الى تخطيط المعتقلين لشن هجمات قريبة". واوضح وزير الداخلية ان الاعتقالات التي نفذها نحو مئة شرطي، بينهم عناصر من الشرطة العلمية وخبراء متفجرات، نتجت من معلومات موثوقة اكدت تجنيد المعتقلين اشخاصاً لتنفيذ"عمليات جهادية"في العراق،"علماً ان اثنين منهم استعدا للمغادرة الى العراق". واشارت مصادر الشرطة، على رغم التكتم الرسمي الشديد على هويات وجنسيات المعتقلين، الى ثمانية مغاربة ومواطنين من مصر والعراق والسعودية وغانا وبيلاروسيا وفرنسا واسبانيا، في حين لم يعلن اعتقال أي جزائري، في وقت اكدت المعلومات انتماء معظم المعتقلين الى"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية، وارسالهم اموالاً الى الجزائر. وكشفت المصادر ذاتها ان الزعيم المزعوم للخلية هو العراقي"هياج م"الملقب"ابو سفيان"البالغ من العمر 25 عاماً و"المقرب جداً"من الزرقاوي، علماً انه اقام في ملقة. واعلنت ان البيلاروسي"اندري م"المعروف بأنه"امين الانصاري" او"سيرغي ماليشاو"عمل تحت اشراف"ابو سفيان"، بعدما كان تولى تدريب متطرفين في الشيشان واذربيجان. واوضحت انه ملاحق من اجهزة استخبارات عدة في اوروبا ومطلوب بسبب معرفته بالأسلحة الكيماوية. وانضم الى المعتقلين إمام جامع سبتة المغربي"بهبح ل"، وإمام جامع ملقة الغاني"محمد خ"الذي يعتقد بعلاقته بالمصري محمد عطا زعيم خلية هامبورغ التي لعبت دوراً محورياً في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، اضافة الى اسباني يدعى خوسيه انتونيو دال، ساهم في توفير مخابئ لمتشددين. وأجريت هذه العملية اثر اعتقال 7 اشخاص يشتبه في انهم يمولون الجماعة السلفية للدعوة والقتال في التاسع من الشهر الجاري في بلدات على ساحل"كوستا ديل سول"جنوباسبانيا. وافرجت السلطات عن اربعة مشتبه بهم الاسبوع الماضي، من دون توجيه التهم اليهم، في حين اودع الثلاثة الاخرون السجن الاحترازي للاشتباه بتواطئهم مع منظمة ارهابية. ونشرت صحيفة ال"باييس"تحقيقا اكدت فيه وجود 600 مسجد او مصلى في اسبانيا"اي اكثر من ضعفي العدد المسجل لدى وزارة العدل"وهو 272. وافادت الصحيفة ان"معظم هذه المراكز تقام في شقق او محلات خارج مراقبة الادارة". وأحصت ستة مساجد اسستها"جماعة التكفير والهجرة" التي يعتقد انها وقفت خلف تفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس 2004.