عكست المشاهدات الميدانية لموقع المدرسة في مدينة بيسلان جنوبروسيا التي اقتحمتها القوات الحكومية من اجل انهاء احتجاز مسلحين شيشان مئات الرهائن فيها منذ الاربعاء الماضي، رهبة العملية وهلع المحتجزين واهاليهم المتواجدين في الخارج على السواء. وكشفت روزا دودييفا التي انتظرت حفيدتها المحتجزة داخل المدرسة تفاصيل عملية الاقتحام بالقول: "توقفت قافلة عسكرية امام المدخل الرئيس للمدرسة، وترجل منها الجنود المقنعون وهرعوا بسرعة نحو المبنى مطلقين النار بغزارة وعشوائية، مما فرض هروب الناس المحتشدين في الخارج، في وقت خاطب الخاطفون الجنود بالقول: اقتربوا ايها الروس. وفي وقت ازداد توغل الجنود في المدرسة، شرع عدد كبير من الرهائن في الهرولة الى الخارج، مما تسبب في مقتل واصابة كثيرين في الدقائق الاولى للاقتحام، علماً ان الخاطفين تعمدوا اطلاق النار على الاشخاص الذين لازموا اماكنهم بسبب الضعف الجسدي". واعلنت إحدى الناجيات مع شقيقتها بأن الحظ حالفهما في عدم التعرض لنيران الخاطفين، ومن بينهم سيدتان القتا بعض القنابل اليدوية ايضاً. وأكدت ناجية اخرى تدعى زالينا دزانداروفا ان عدد الرهائن في الداخل بلغ 1500، وليس 350 كما اعلنت السلطات، وان الخاطفين احتجزوهم في مكان ضيق بعدما وزعوهم الى مجموعات بحسب وضعهم الصحي الناتج من عدم تناولهم اي غذاء او شراب لفترة ثلاثة ايام. وحتم ذلك استلقاء الرهائن فوق بعضهم البعض، في حين طالب الخاطفون المحتجزين الرجال بتحطيم النوافذ في قاعة الرياضة من اجل تنشق مزيد من الهواء. وأكدت دزانداروفا ان مهاجمين انتحرا عبر تفجير نفسيهما في أحد أروقة المدرسة في اليوم الأول لاحتجاز الرهائن، في حين اهتم رفاقهما لاحقاً بتفخيخ صالة الرياضة عبر وضع كمية كبيرة من المتفجرات في ملعبي كرة السلة المتواجدين في جانبي القاعة. واوضحت محررة اخرى لم تكشف هويتها ان الخاطفين المقنعين تواصلوا غالباً في ما بينهم عبر التهامس، وندر ان اجروا احاديث طويلة من دون ان يمنع ذلك تبيان لهجات بعضهم الشيشانية والانغوشية، في حين أعطوا أوامرهم الى الرهائن بالاشارات. وأضافت محررة أخرى ان الخاطفين لجأوا الى إسكات بكاء الاطفال في الليل عبر اطلاق النار في سقف القاعة، وأبلغوهم عدم قدرتهم على تزويدهم الماء بسبب رفض السلطات تلبية مطالبهم. وكشفت ان بعض الاطفال حاولوا شرب ماء المرحاض لإرواء عطشهم. وخلف الاقتحام قاعة رياضة محروقة بالكامل ومن دون سقف، وآثار أشلاء جثث لنحو 100 قتيل على الأقل منتشرة فيها، يرجح ان غالبيتهم قتل بإنفجار الشحنات التي وضعها الخاطفون في القاعة، في حين أفاد شهود عيان بمقتل جندي روسي على الأقل وجرح اثنين آخرين.