بالنسبة للكثيرين ممن نجوا من دراما اختطاف الرهائن في مسرح موسكو فقد انتهت رحلة العذاب التي عاشوها بشكل غير متصور.. فقد غابوا عن الوعي باستنشاقهم الغاز المنوم على خلفية أصوات طلقات نارية وصراخ. وتساءلت سيدة ببطء وفي صوت مترنح: هل أنا حية ؟ بعد وصولها للمستشفى ضمن مئات من الرهائن الذين تم تحريرهم من قبل القوات الخاصة في هجوم على المسرح قبل فجر السبت الماضي. وبخروج بعض الرهائن من وحدات العناية بالمستشفيات تكونت صورة أوضح للساعات الثماني والخمسين المؤلمة التي ظلت حياتهم خلالها معلقة بخيط رفيع. وكانت مجموعة مكونة من نحو 50 مقاتلا شيشانيا قد اقتحمت أحد مسارح موسكو خلال عرض موسيقي في 23 أكتوبر الجاري بعد أسابيع من المراقبة والتخطيط. وقد وصل معظمهم إلى المسرح على متن حافلات صغيرة حيث قاموا بالحصول على أسلحة ومتفجرات كانت مخبأة بين مواد بناء قبل أن يختطفوا نحو 900 شخص كرهائن من بينهم المتفرجون والمؤدون المسرحيون. وطالب المهاجمون بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الشيشان. وبعد أن وضع المقاتلون قنابل قوية في قاعة المسرح، شك كثيرون من الرهائن في إمكانية خروجهم من هذه المأساة أحياء. دور نسائي ومن بين محتجزي الرهائن الاكثر عدوانية في الفرقة الانتحارية كانت السيدات الثماني عشرة اللاتي كن يتفقدن القاعة والمتفجرات مثبتة بأجسادهن. وكانت كثيرات منهن يستمتعن بإغاظة الرهائن بقولهن لهم انهم سيلقون حتفهم معا. وكان الرهائن ينقلون المعلومات بشأن الاحداث في المسرح لاقاربهم من خلال التليفونات المحمولة0 حرب نفسية كما كان المقاتلون يشنون حربهم النفسية مع القوات المحتشدة في الخارج. حيث سمح للرهائن بوصف الدفاعات الشيشانية الرهيبة بالتفصيل للقوات الروسية حيث ناشد الرهائن السلطات راجين عدم الهجوم على المسرح. وفي نفس الوقت تم اعتراض مكالمات يوم الجمعة الماضي من المقاتلين مع متواطئين لهم في أماكن بعيدة أكدت أنهم جادون في تهديداتهم في البدء بإعدام الرهائن بعد فجر السبت. وبث التليفزيون مقتطفات من مكالمة لاحد المسلحين تم اعتراضها لاحقا قال فيها: العمل يبدأ غدا سنبدأ بإطلاق النار عليهم حيث سنبدأ بالمثيرين أولا . ثم تسارعت وتيرة الاحداث. ففي ساعات الصباح الاولى يوم السبت الماضي تردد أن رجلا قفز من مقعده وألقى بزجاجة على سيدة شيشانية كانت تجلس بجوار القنبلة الاكبر بوسط القاعة. فقام أحد الارهابيين بإطلاق رصاصة، أخطأت الرجل وأصابت آخر في عينه ثم اخترقت من الناحية الاخرى لتصيب سيدة خلفه. وتم إبعاد الرجل الذي لقي مصرعه والسيدة التي كانت تنزف بشدة من القاعة. سنة من النوم واعتبرت القوات الخاصة خارج المسرح ما حدث بداية لتنفيذ المقاتلين تهديدهم بإعدام الرهائن واستعدوا لاقتحام المبنى. أما المسرح من الداخل فقد هدأ فيه الوضع بعد ذلك وخلد البعض للنوم ولم يستيقظوا إلا بعد مفعول الغاز حيث وجدوا أنفسهم خارج المبنى. مقاومة عنيفة والبعض الآخر يقول ان المقاتلين أصيبوا بحالة من الفزع بعد حوالي ثلاث ساعات من حادث إطلاق النار بعد أن تبين بوضوح أن الغاز آخذ في التدفق داخل القاعة عبر فتحات التهوية. وأطلق البعض النار في الشرفة. وقال أفراد الوحدات الخاصة الذين دخلوا المبنى ان الكثيرين من المقاتلين كانوا لا يزالون في وعيهم حيث كانوا يتخبطون ويطلقون النار بعنف قبل أن يتم قتلهم. وقال رهينة يدعى سيرجي نوفيكوف لصحيفة كوميرسانت : كلنا نزلنا لاسفل وغطينا رؤوسنا بأيدينا ، وتابع : ثم لم يكن ثمة هواء نتنفسه. لم أستطع التحرك، وكأنني أصبت بالشلل. اعتقدت أنها النهاية. ولم أدرك كم مر من الوقت بعد ذلك، وغبت عن وعيي. ثم كان شخص في زي داكن يحملني على كتفه . تصفية الانتحاريات وتذكر أحد أفراد القوات الخاصة كيف تعاملوا مع السيدات الشيشانيات اللاتي كن في حالة شبه تخدير بدقة شديدة في التصويب. وقال الاهم، أننا كنا قادرين على تصفية الانتحاريات. حيث قام المتخصصون لدينا باقتحام القاعة من خلال فتحات تم عملها خصيصا وقتلوا الارهابيات بطلقة واحدة في جانب الرأس حيث كن نائمات. أعلم أن ذلك أمر مروع، لكن لم نر سبيلا آخر لنزع سلاح أناس يحملون كيلوجرامين من المتفجرات على أجسادهم . اعتقال ضابط شرطة واعتقلت السلطات في ساعة مبكرة من صباح أمس ضابط شرطة يشتبه في أنه ساعد المقاتلين الشيشان في الاستيلاء على المسرح في موسكو واحتجاز مئات الرهائن لاكثر من يومين. ويزعم أن الشرطي اتصل بخاطفي الرهائن ليطلعهم على تواجد الشرطة خارج المسرح. ولم يكن المتهم ضمن وحدة الطوارئ التي كانت تتعامل مع الازمة غير أنه كان في الموقع للقيام بمهام أخرى0ومنذ انتهاء الازمة صباح السبت الماضي ألقت الشرطة القبض على مشتبه بهم آخرين فيما يتعلق بأزمة الرهائن التي انتهت بوفاة ما لا يقل عن 115 من الرهائن و50 مقاتلا شيشانيا. رهائن قتلوا بالرصاص اكدت النيابة العامة في موسكو أمس ان 45 من الرهائن توفوا متأثرين بإصاباتهم بالرصاص مما يتناقض مع المعلومات السابقة التي تفيد ان معظم الرهائن ال117 توفوا جراء الغاز. الأفيون وصرح مسئولون فى وزارة الدفاع الامريكية بأن الغاز الغامض الذى ضخته القوات الروسية فى المسرح المحتجز به الرهائن لانهاء الازمة هو مادة كيماوية مخدرة مرتبطة بالمورفين0وقال المسئولون العسكريون الامريكيون ان السفارة الامريكية فى موسكو قررت أن الغاز المستخدم من جانب القوات الروسية هو مادة مشتقة من الافيون ومثل هذه المواد ليست فقط مسكنة للآلام وتسبب تبلدا للشعور ولكنها يمكن أيضا أن تسبب الغيبوبة والوفاة نتيجة للهبوط فى التنفس وضغط الدم. طفل فرح بنجاة أمه