كشف محققون أميركيون أمس، ان الجندية الأميركية ليندي انغلاند المتهمة بالتورط بتعذيب سجناء عراقيين في معتقل "أبو غريب"، أكدت انها تلقت تهاني من ضباط في الاستخبارات العسكرية، لتجاوزات ارتكبتها وزملاء لها. جاء ذلك فيما أكد شهود ان ضباطاً أمروا مجندين بتعذيب سجناء في المعتقل الذي وصفه أحدهم بأنه "جحيم". وأوضح المحققان العسكريان وليام هيوز وجيمس ستيوارت أن انغلاند التي نشرت صور لها وهي تجر سجيناً عراقياً بحبل ربط بعنقه، أقرت بأنها كانت موجودة اثناء ممارسة التجاوزات في حق معتقلين، وذلك في اليوم الرابع من مثولها امام محكمة عسكرية ستقرر كيفية محاكمتها. وزادا ان الجندية اكدت انها تلقت وزملاء لها تهنئة من ضباط في الاستخبارات العسكرية الاميركية وممثلين للحكومة. وقال هيوز ان انغلاند أبلغته ان ممثلين رسميين للحكومة والاستخبارات "قالوا لنا ان نواصل ما نفعله واننا أنجزنا عملاً ممتازاً". وتابع هيوز امام غرفة الاتهام في فورت براغ شمال كارولاينا: "طلبنا منها وصفهم لكنها لم تتمكن من ذلك"، لكن ستيوارت نقل عن الشابة انغلاند قولها انها لم تتلق أوامر مباشرة بإذلال المعتقلين. واضاف: "قالت انها لم تر في اي وقت الضباط في المبنى الذي يضم الزنزانات، ولم تتلق يوماً أمراً لفعل ما فعلت". وفي الجلسة ذاتها، تحدث السرجنت هيدرو جوينر أحد عناصر الشرطة العسكرية الاميركية عن الظروف المتردية التي كانت سائدة في "أبو غريب"، واصفاً إياه بأنه "جحيم". وروى تجاوزات كان يتعرض لها المعتقلون العراقيون، اثارت فضيحة ترددت اصداؤها في العالم، إثر صور نشرتها وسائل الاعلام الاميركية. وظهرت الجندية انغلاند في صورة وهي ترفع شارة النصر مع معتقل عراقي عار، ووجه إليها الاتهام مع سبعة جنود أميركيين آخرين بممارسة التعذيب في "أبو غريب". وستقرر غرفة الاتهام هل ستمثل انغلاند أمام محكمة عسكرية. وفي هذا الاطار، اعلن جندي احتياط سابق خدم في "أبو غريب"، أنه رأى العام الماضي عناصر في الاستخبارات العسكرية تعطي أوامر بإساءة معاملة السجناء. وخدم كينيث ديفيس 33 سنة في الفرقة 372 التابعة للشرطة العسكرية من تشرين الأول اكتوبر الى كانون الأول ديسمبر 2003، واتهم سبعة جنود من هذه الفرقة بعد نشر صور تظهر تعذيب السجناء. وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان ديفيس رأى في تشرين الاول اكتوبر الماضي، عناصر في الاستخبارات العسكرية تكبل سجناء الى قضبان زنزانات، وأمر تشارلز غارنر أحد الجنود السبعة، بالصراخ على معتقلين وتعريتهم. وسأل ديفيس العسكريين "هل تستجوبون السجناء بهذه الطريقة"؟ فأجأب أحدهم بأن "هناك وسائل مختلفة". وأفيد ان عناصر الاستخبارات العسكرية أرغمت معتقلين على الزحف، ليجرجروا أعضاءهم التناسلية. وعندها نقل ديفيس ما رآه الى مساعده الذي قال: "انهم يأتون من الاستخبارات العسكرية، وهم المسؤولون... دعهم يقومون بعملهم". كما رأى الجندي نسخة عن تقويم لتشارلز غارنر جاء فيها: "انكم تقومون بعمل جيد ونلتم تنويهات من وحدات الاستخبارات العسكرية". وتابعت الصحيفة ان ديفيس زود محققي الجيش شهادة خطية بما رآه، لكن احداً من المسؤولين العسكريين في الاستخبارات لم يتهم او يستدع للادلاء بشهادته، اثناء جلسات الاستماع الى الجنود المتهمين. ويشدد الجيش الاميركي منذ كشف الفضيحة على ان الجنود المتهمين تصرفوا ك"سوقيين"، وأن أعمالهم لم تكن منهجية، ولم تلق أي تشجيع.