روى أول جندي اميركي سيحاكم في محكمة عرفية بسبب اعمال التعذيب ضد معتقلين عراقيين، كيف كان الحراس يسخرون من المعتقلين العراة وينهالون عليهم بالضرب ويركلونهم ويرغمونهم على التعارك في ما بينهم. وقالت صحيفة "لوس انجليس تايمز" في موقعها على الانترنت: "في مقابلة مع محققين في الجيش، روى الجندي جيريمي سيفيتس ان قائد الحراس الكاربورال تشارلز غارنر كان دائم المزاح والضحك ومتوتراً بعض الشيء، ويتصرف كما لو كان الأمر يروق له". وأعلن الجيش الاميركي أمس انه وجّه تهماً جرمية الى غارنر في اطار القضية. وكشف سيفيتس عن تفاصيل غير معروفة عن تصرفات المتهمين الآخرين. وقال ان الجندية ليندي انغلاند "كانت تغرق في الضحك حين ترى الاعمال التي كان المعتقلون يرغمون على القيام بها"، فيما كانت الجندية سابرينا هارمن التي تظهر في صورة قرب مجموعة من الاجساد العارية المكدسة "تضحك في معظم الاحيان، لكنها كانت تشعر احيانا بالتقزز". وأوضح من جهة اخرى انه علم بأمر اعمال التعذيب في الثالث من تشرين الاول اكتوبر وانه بدأ في التقاط صور منذ ذلك التاريخ. ومضى يقول ان الجنود كانوا يستمتعون على ما يبدو بتعذيب السجناء. ووصف كيف كان السجناء يجبرون على التعري ويتم تكويمهم فوق بعضهم البعض مقيدي الايدي وكيف ان الجنود كانوا يقفزون فوقهم. وقال ان غارنر ضرب احد السجناء بشدة مما افقده وعيه وان جنودا اميركيين آخرين اجبروا سجناء عرايا على الاستمناء. وعرضت شبكة "اي بي سي" التلفزيونية صورة وصفتها بأنها "الدليل الاول الدامغ على أن اعمال التعذيب كانت في الواقع تقنية مستخدمة في الاستجواب في سجن ابو غريب".وهذه الصورة التي قدمها محامي الكابورال غارنر، التقطت خلال جلسة استجواب وتظهر فيها مجموعة من المعتقلين العراة. وذكرت "ان بي سي": "نرى غارنر مستنداً الى حائط"، و"حدد غارنر هوية أربعة جنود آخرين قائلا انهم موظفون في الاستخبارات العسكرية لعمليات الاستجواب، والمترجم المدني". جنس وخمر ومسرح الى ذلك، روى جنود اميركيون خدموا في العراق كيف ان الجنس والمشروبات الكحولية كانت من الامور الشائعة بين الحراس في سجن أبو غريب رغم انها ممنوعة وان الجنود خصصوا غرفة للعروض الجنسية على أضواء الشموع. وقال ديف بيشيل وهو من الحرس الوطني وكان ملحقا بوحدة الشرطة العسكرية رقم 870 وعاد الى بلاده في الشهر الماضي بعد ان خدم في سجن أبو غريب "كانت هناك كل انواع الفسق وشرب الخمر وكان يحدث كل شيء." واضاف "كان يوجد سرير عثر عليه في المباني المهجورة وحشية وضعت على الارض وكراس في شكل دائرة حولها وشموع في كل ارجاء المكان. وكانت الكراسي حول السرير ليجلس عليها الجمهور بالطبع". وقال تيري ستو وهو جندي آخر من الشرطة العسكرية "احدى الجنديات مارست الجنس مع مجموعة". واضاف "من وقت لاخر كانت تحدث أشياء من هذا القبيل". وقال السرجنت مايك سيندار ان حديثا كان يدور عن ان بعض الجنود كانوا يمارسون الجنس مع سجناء عراقيين. وأعلنت القوات الاميركية امس ان عسكريين اثنين برتبة سرجنت ممن سيحاكمون عسكريا في قضية اساءة معاملة السجناء في العراق قد يمثلان امام جلسات استدعاء في 20 ايار مايو. والسرجنت ايفان فريدريك والسرجنت جافال ديفيس من بين سبعة من افراد الاحتياط في الشرطة العسكرية وجهت اليهم اتهامات بارتكاب مخالفات في سجن ابو غريب شملت سوء معاملة المعتقلين العراقيين. لكن ديفيس نفى في تصريح الى شبكة "ايه بي سي" ان يكون متورطا في أي من مشاهد الاذلال وسوء المعاملة التي نشرت في العالم، مع انه اعترف بأنه عامل معتقلين ب"خشونة" مثل السير على أيديهم أو أقدامهم من اجل "تليينهم" قبل ان تستجوبهم الاستخبارات. انتقاد ولفوفيتز من جهته، هاجم السناتور الديموقراطي جون ريد اول من امس نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز حول وسائل الاستجواب التي تسمح بها القيادة العسكرية وخصوصا في العراق. وقال خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة ان "وسائل الاستجواب ... تسمح باذن من الجنرال سانشيز قائد قوات التحالف في العراق بإرغام شخص ما على الجلوس في وضعية القرفصاء والبقاء عاريا وذراعيه مرفوعتين لمدة 45 دقيقة". وتوجه بالسؤال الى ولفوفيتز قائلاً: "هل تعتقد ان ارغام شخص على القرفصة عاريا يعتبر معاملة انسانية؟". ورد بول ولفوفيتز "عراة، كلا على الاطلاق". وتابع ريد وهو عسكري سابق "اذا كان الشخص مرتدياً ثيابه ليس هناك أي مشكلة اذن؟"، مضيفاً: "اسمح لي أن أعيد صياغة السؤال"، وقال: "هل تعتقد انه من الانساني تغطية وجه شخص ما وحرمانه من النوم 72 ساعة؟ هل هذه هي فعلا طريقة انسانية لمعاملة شخص ما؟"، مشيرا بوضوح الى تعليمات الاستجواب المسموح بها للعسكريين التي تقول وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون انها لا تنتهك معاهدة جنيف حول معاملة الاسرى. وفي مواجهة اصرار النائب على الحصول على ردود على اسئلته، قال مساعد وزير الدفاع الاميركي "اعتقد ان ذلك غير انساني".