تبدأ في بغداد اليوم محاكمة الجندي جيريمي سيفيتس امام محكمة عسكرية اميركية بتهمة اساءة معاملة المعتقلين العراقيين، في حين نفت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ما ذكرته مجلة "نيويوركر" عن وجود برنامج مشترك بينها وبين وزارة الدفاع لكسر ارادة الاسرى العراقيين. وسيفيتس هو أحد سبعة عسكريين متهمين بتعذيب الاسرى العراقيين في سجن ابو غريب، وكان التقط الكثير من الصور التي تناقلتها الصحف ومواقع الانترنت في اطار فضيحة السجن العراقي. كما ابلغ المحققين بتفاصيل عن اساليب التعذيب التي كان يشرف عليها قائد الحراس الكاربورال تشارلز غارنر الذي سيحاكم بدوره، اضافة الى السرجنت ايفان فريدريك والسرجنت جافال ديفيس. وقال سيفيتس انه علم بأمر اعمال التعذيب في الثالث من تشرين الاول اكتوبر الماضي وبدأ في التقاط صور منذ ذلك التاريخ. واوضح ان العسكريين الاميركيين كانوا يتمتعون بما يقومون به. وروى سجين عراقي سابق يعمل سائق شاحنة، ما تعرض له خلال فترة اعتقاله في ابو غريب وكيف اغتصب الجنود الاميركيون فتاة عراقية لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر على مرأى من والدها. وقال صدام صالح ان الحراس اجبروه على البقاء عاريا لمدة 23 ساعة يوميا طوال 18 يوما كانوا يقيدون خلالها يديه وساقيه الى قضبان زنزانته فيما كانوا يديرون موسيقى صاخبة في اذنيه على الدوام. وظهر صالح البالغ من العمر 29 عاما مرة واحدة على الاقل في صور التعذيب والامتهان، وبدا في احداها واقفا في صف من سجناء عراة وضعت اكياس داكنة على رؤوسهم فيما كانت الجندية ليندي انغلاند تشير بيديها الى اعضائهم التناسلية والسيجارة في فمها. وأبشع ما يتذكره اغتصاب فتاة لا يزيد عمرها على 16 عاما. ووفقا لصالح قام جندي اميركي بنزع ملابسها واغتصابها امام والدها الذي كان مقيدا الى القضبان في ردهة. وقال: "عندما بدأت تصرخ لا يمكن ان تتخيل كيف كان وقع صوتها. ما زال صدى صرخاتها يدوي في رأسي. أي حيوان وضيع يمكنه فعل ذلك؟". ويعرف صالح ان سيفيتس سيحاكم اليوم وقال: "اريد حضور المحاكمة، اريد ان اقدم الدليل وان احكي لهم عما عانيت". نفي تورط رامسفيلد وفي واشنطن، قال الناطق باسم وكالة الاستخبارات الاميركية بيل هارلو ان "القصة المنشورة في مجلة نيويوركر خطأ من الاساس. لا يوجد برنامج مشترك لوزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية لانتهاك حقوق السجناء العراقيين واذلالهم". ونفت وزارة الدفاع ايضا تقرير المجلة الذي جاء فيه ان انتهاكات حقوق السجناء العراقيين ترجع الى خطة سرية أقرها رامسفيلد لتشديد اساليب الاستجواب للتصدي للمقاومة العراقية المتصاعدة. ونقلت "نيويوركر" عن مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات الاميركية قولهم ان برنامج وزارة الدفاع السري يشجع الايذاء البدني والاذلال الجنسي للسجناء العراقيين للحصول منهم قسرا على معلومات عن المقاومة العراقية المتصاعدة. وذكرت المجلة ان مسؤولا رفيعا في ال"سي آي اي" أكد صحة التقرير وابلغ المجلة ان العملية نبعت اصلا من رغبة رامسفيلد في انتزاع السيطرة على العمليات السرية من الوكالة. وقال هارلو: "على رغم ما زعمه المقال لا اعلم بوجود مسؤول في وكالة الاستخبارات يمكن ان يؤكد صحة تفاصيل تقرير النيويوركر غير الدقيق".