اعلن الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو موافقة الحكومة السودانية وحركتي التمرد في دارفور على جدول اعمال المفاوضات التي تستضيفها بلاده. لكن دائرة الخلافات اتسعت بين الطرفين ميدانياً، إذ اتهمت الحكومة المتمردين بقتل ثلاثة عناصر من الشرطة في هجوم شمال الاقليم، وخطف ستة موظفين في تلفزيون حكومي جنوب دارفور، موضحة ان 18 عنصراً من المتمردين سلموا انفسهم الى الحكومة. لكن المتمردين اتهموا قوات الحكومة بشن الهجوم في شمال دارفور. كما أكدوا انضمام تسعة عسكريين من الجيش الحكومي إلى قواتهم. وفي تطور لافت، أعلن في القاهرة ان اربعة مصريين سينضمون اليوم الى مراقبي وقف اطلاق النار في دارفور. حملت الحكومة السودانية المتمردين في دارفور مسؤولية خطف ستة موظفين في التلفزيون الحكومي في ولاية جنوب دارفور. كما اتهمت المتمردين بالهجوم على قوات الشرطة في منطقتي هشاجة وخور طويلة في ولاية شمال دارفور. وذكر حاكم الولاية عثمان يوسف كبر أن الشرطة فقدت ثلاثة من عناصرها في الهجوم الذي وصفه بأنه استباق لزيارة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للمنطقة. لكن الناطق باسم "جيش تحرير السودان" الذراع العسكرية لحركة تحرير السودان محمد حامد علي قال إن "الشرطة أغارت على أحد مواقعنا في هشابة وتصدت لها قواتنا وقتلت ثلاثة من عناصر الشرطة وأسرت اثنين منهم"، مؤكداً أن "المنطقة المذكورة تقع تحت سيطرتنا قبل إعلان وقف النار في نجامينا في الثامن من نيسان ابريل الماضي. الى ذلك، أعلنت الحكومة السودانية أن مجموعة من 18 شخصاً ينتمون الى حركتي "العدل والمساواة" و"تحرير السودان" المتمردتين في دارفور، سلمت نفسها وأسلحتها الى السلطات، وتسلم ال18 شهادات براءة استناداً الى قرار الرئيس عمر البشير الخاص بالعفو العام عن كل من يلقي السلاح في دارفور. وفي مقابل ذلك، أعلن المتمردون انضمام تسعة من القيادات العسكرية في دارفور إلى قواتهم بعدما فروا من الجيش الحكومي. وذكر حامد أن "بين القيادات ضابطاً برتبة عقيد ركن هو فضل السيد عبدالله وآخر برتبة مقدم يدعى أحمد أبيض الأحمدي واثنين برتبة نقيب وخمسة من ضباط الصف". وعلى صعيد المفاوضات الجارية بين الحكومة وحركتي التمرد برعاية الاتحاد الافريقي في العاصمة النيجيرية ابوجا، اعلن رئيس الدورة الحالية للاتحاد الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو اتفاق كل الاطراف على جدول اعمال المفاوضات. وقال "اعتمدنا هذا الصباح امس بالاجماع مسودة جدول الاعمال مع تعديلات طفيفة". ونقلت "وكالة السودان للانباء" الرسمية عن وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية نجيب الخير عبدالوهاب ان الوفدين اتفقا على جدول اعمال التفاوض الذي يتضمن اربعة بنود اقترحها الاتحاد الافريقي وتتعلق بالمسائل الامنية والاقتصادية والانسانية والسياسية. لكن رئيس "حركة العدل والمساواة" خليل إبراهيم كان أكد ل"الحياة" قبل دخول الطرفين الى الجلسة المغلقة أمس، ان لجنة سداسية من الوسطاء، عرضت جدول أعمال رفضته حركتا التمرد. وأوضح "ان سبب رفض الحركتين هو اقتراح اللجنة في الجدول متابعة الاتفاقات السابقة، في حين نطالب نحن بتنفيذ الاتفاقات وتكوين لجان ومقدمات للتحقيق في جرائم الحرب ونزع أسلحة الجنجاويد والأزمة الإنسانية". من جهة اخرى اف ب، أفادت "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية الرسمية أمس، ان اربعة مراقبين مصريين سينضمون اليوم الى فريق مراقبي الاتحاد الافريقي المكلف مراقبة وقف اطلاق النار في دارفور. وأوضحت، ان الضباط الاربعة الذين لم تحدد رتبهم وصلوا الاثنين الى مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا حيث سينضمون الى المراقبين ال120 المكلفين الانتشار في دارفور.