أكد مسؤول أمني سوداني كبير أن زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي سيمثل امام محكمة بتهمة محاولة قلب نظام حكم الرئيس عمر البشير. وقال: "أكملنا التحقيق مع المعتقلين في المحاولة التخريبية، وسنحيل 60 منهم على المحكمة. والترابي الآن داخل هذه القضية وسيمثل أمام المحكمة". واعتقل الترابي في نهاية آذار مارس الماضي، واعلنت السلطات منذ ذلك الحين كشف ثلاث محاولات انقلابية، ووجهت اتهامات الى حزب المؤتمر الشعبي ومتمردي دارفور بالتورط فيها، واتهمت اريتريا بإمداد المشاركين بالاسلحة. وأقر مدير جهاز المخابرات السوداني صلاح قوش في مقابلة نادرة مع وكالة "رويترز" بأن السلطات سلحت بالفعل القبائل والميليشيات لمواجهة التمرد في دارفور، لكنها لن تكرر هذا الخطأ في شرق البلاد، الذي يتردد على نطاق واسع انه مقبل على فتح جبهة حرب جديدة. وقال إن المتمردين في منطقة دارفور يدفعون الجيش لقصف القرى واطلاق النار عليها باستخدامهم هذه القرى كمأوى وقواعد للعمليات العسكرية. وتسببت الهجمات على القرى باستخدام قاذفات القنابل والميليشيات في دفع اكثر من 1.5 مليون شخص على النزوح من ديارهم في دارفور مما خلق ما وصفته الاممالمتحدة بواحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم. ولم تقدم الحكومة السودانية في السابق تفسيرا للقصف الجوي للقرى على رغم شهادات كثير من الشهود. لكن قوش قال ان الميليشيات المتمردة تهاجم القوات الحكومية انطلاقاً من القرى. وتساءل عما يمكن ان تفعله الحكومة ازاء هذا الموقف مشيرا الى انها "تضطر الى قصف تلك القرى". واعترف قوش بوقوع انتهاكات لحقوق الانسان. وقال ان المسؤولين عنها سيحالون على المحاكمة. وتابع أن صبر السودان بدأ ينفد مع تزايد انتهاك المتمردين لوقف النار في دارفور، محذراً من ان حرباً جديدة ستقع ذات يوم وسيتفاقم الوضع أكثر. وقال قوش ان الحكومة استفادت من درس دارفور وتعلمت منه ولم تستخدم القبائل في الحرب في شرق البلاد. وأضاف ان الحكومة بصدد تجنيد اشخاص في الجيش، مشيراً الى أن الجيش جند بالفعل اناساً كثيرين من القبائل في الشرق وهو مستعد لصد أي هجوم. وأضاف ان التهديد الحقيقي يتمثل في أن الجيش الاريتري ضالع مع متمردي دارفور التي اقامت قواعد في اسمرا. على صعيد آخر، بقي متمردو دارفور، الذين استبعدوا من القمة الافريقية المصغرة التي عقدت في طرابلس الاحد، في ليبيا لاجراء محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وفي أبوجا، اعلن الناطق باسم الرئاسة النيجيرية ريمي اويو أمس، ان مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد في درافور ستستأنف الخميس في ابوجا. ويعتبر هذا الاعلان غير متوقع إذ ان الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي، اكد في الخامس عشر من الشهر الجاري ان المفاوضات ستجري في المستقبل في العاصمة الليبية حيث عقدت القمة المصغرة الاحد.