سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف يرى العراقيون وجيرانهم الى اتفاق نقل السلطة والسيادة ؟ - خمس خطوات مهدت ل"التحول" السوري نحو العراق . دمشق تدعم ... وتوقع دعوة الياور او علاوي لزيارتها
عكس تعاطي دمشق رسمياً وإعلامياً مع نقل السلطة الى العراقيين "نقطة انعطاف" في التعامل السوري مع الملف العراقي. وتوقعت اوساط عراقية حليفة لدمشق ظهور "خطوات وتدابير اخرى" بينها دعوة الرئيس العراقي غازي الياور او رئيس الحكومة اياد علاوي الى دمشق. وكانت الناطقة باسم الخارجية السورية بشرى كنفاني قالت في بيان رسمي ليل اول من امس ان دمشق "تأمل ان تؤدي خطوة تسلم الأشقاء العراقيين السلطة الى استعادة كاملة للسيادة" قبل ان تؤكد "استعداد سورية الكامل لتقديم المساندة والدعم في سبيل وصول العراق الى ما يصبو إليه من حرية واستقلال". كما ركزت الصحف الرسمية امس في صدر صفحاتها على عنصر "مغادرة الحاكم المدني بول بريمر بغداد بعد نقل السلطة الى الحكومة الموقتة"، مع الإشارة الى "حل سلطة الائتلاف الموقتة". وقالت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" ان البيان الرسمي الذي وزعته ايضاً "الوكالة السورية للأنباء" سانا جاء "في سياق اتجاه سوري عام بدأ في القمة العربية في تونس" التي شارك فيها الرئيس بشار الأسد نهاية الشهر الماضي. وأوضحت المصادر: "ان سعينا هو لتمكين الشعب العراقي من استعادة سيادته الكاملة وتقرير مصيره". وفي هذا السياق يمكن الإشارة الى خمس خطوات مهدت ل"التحول" السوري الأخير: قول الرئيس الأسد رداً على سؤال ل"الحياة" في الثاني من حزيران يونيو الجاري ان بلاده ستنظر الى تطورات الوضع السياسي في العراق "من خلال مواقفه وعمله باتجاه الحفاظ على وحدة العراق والعمل من اجل استعادة سيادة العراق وما يشمله هذا الكلام من انتخاب العراقيين لمؤسساتهم وتصويتهم على دستور يوافقون عليه بالإجماع. هكذا ننظر إلى مجلس الحكم والتطورات الأخيرة من خلال انتخاب رئيس موقت ورئيس وزراء موقت". تأكيد الرئيس الأسد القاطع خلال زيارته للكويت في السادس من حزيران ان التعليق السياسي لإذاعة دمشق في بداية الشهر الجاري وانتقاد حكومة علاوي ووزير الخارجية هوشيار زيباري "تعليق سياسي وليس موقفاً رسمياً". كما ان السفير الكويتي في دمشق ابراهيم المرجان قال ل"الحياة" ان هناك "قلقاً سورياً - كويتياً من اثارة الفتنة والفوضى في العراق" المجاور لبلديهما. في التاسع من الشهر الجاري نقلت وزيرة الدولة البريطانية اليزابيث سيمونز "رسالة" من رئيس الوزراء توني بلير الى الرئيس الأسد تتضمن التعبير عن "الأمل بالشراكة من اجل تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي" في العراق بعد قرار مجلس الأمن 1546 لنقل السيادة الى العراقيين وفق جدول زمني. كما ان مصادر رسمية نقلت عن وزير الخارجية فاروق الشرع تأكيده "استعداد سورية الكامل لمساعدة الشعب العراقي في تحقيق ما يصبو إليه خصوصاً في إنهاء الاحتلال والحفاظ على وحدته ارضاً وشعباً واستعادته لسيادته في شكل كامل". في الأسبوع الماضي، قال فخري كريم الشخصية العراقية القريبة من دمشق ل"الحياة" انه اكد خلال لقائه مسؤولين سوريين بينهم نائب الرئيس عبدالحليم خدام "الثقة الكاملة في ان سورية ستقف لدى تسلم العراقيين السلطة موقفاً داعماً للشعب العراقي للتشديد على استقلالية القرار العراقي وتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الاحتلال". إعلان خدام بعد لقائه "مجلس الأعيان العراقي" مساء 27 الجاري ان دمشق "ستساعد الشعب العراقي لاستعادة سيادته وبناء دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة". وعليه، فإن مصادر سورية وعراقية تتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة "خطوات عملية لتأكيد الاتجاه السوري الجديد". وفيما أكدت المصادر السورية الرفيعة المستوى ل"الحياة" ان "العلاقات الديبلوماسية بين دمشقوبغداد لم تنقطع اصلاً كي تستأنف" وأن لسورية "اصدقاء وحلفاء في الحكومة العراقية" وأنها "ستعمل على تسريع استعادة كاملة للسيادة"، توقع كريم حصول "خطوات عملية من اجل ترجمة عملية للسياسة السورية مثل اجراء لقاءات مباشرة مع القيادات العراقية واحتمال دعوة الياور او علاوي او قادة الأحزاب السياسية للتشاور". وقال: "مع قناعة الأشقاء السوريين بأن السيادة ستكون منقوصة ومعارضتهم الاحتلال، لكنهم سيساعدون الشعب العراقي على استعادتها كاملة واتخاذ الإجراءات من اجل تعزيز الوحدة الوطنية". وبعدما توقع كريم احتمال "حصول أشكال مختلفة من التنسيق من اجل انهاء الإرهاب وحماية البلد"، اشار الى "العلاقات التحالفية القديمة" بين مسؤولين عراقيين ودمشق، بينهم وزير الداخلية فلاح النقيب الذي عاش مع والده اللواء حسن النقيب لعقود في سورية وقادة الأحزاب الكردية والإسلامية والشيوعية. واختتم: "نقلت الى المسؤولين السوريين حرص اصدقائهم في بغداد، بمن في ذلك رئيس الجمهورية، على توطيد العلاقات مع دمشق وتنمية الصداقة بين الطرفين والحرص على سورية كبلد شقيق".