فاجأت سلطة الاحتلال الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة امس العراقيين والعالم بتبادل وثائق نقل السلطة قبل يومين من الموعد المحدد لها خوفا في ما يبدو من قوع عمليات ارهابية هدد بها ابومصعب الزرقاوي بعد موجة من التفجيرات تصاعدت مع قرب موعد نقل السلطة الذي كان محددا له غدا الاربعاء.وقال مسئول امريكي أن رئيس الوزراء اياد علاوي طلب تسليم السلطة قبل موعدها للحد من الخسائر في الارواح التي تصاعدت بحدة مع اقتراب موعد التسليم وتم نقل السلطة عبر تبادل وثائق بين الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر ورئيس الوزراء اياد علاوي خلال حفل نظم في المنطقة الخضراء التي تضم مقر سلطة الائتلاف بعد 14 شهرا من احتلال العراق. وقد سلم بريمر الوثائق الخاصة بالسلطة لمندوب المحكمة العراقية العليا التي سلمها بدوره إلى الرئيس العراقي الجديد غازي عجيل الياور ورئيس الوزراء إياد علاوي ونائبه الذي حضر المراسم. وقد جاء قرار التعجيل بنقل السيادة في أعقاب مقابلات أجراها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع قادة التحالف المجتمعين في اسطنبول لحضور قمة حلف شمال الاطلسي التي يحضرها الرئيس الامريكي بوش. وصاحب نقل السلطة الاعلان عن حل سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق رسميا وقال مسؤول كبير في سلطة الائتلاف السابقة: اعتبارا من اليوم(امس) لم تعد سلطة الائتلاف الموقتة قائمة. وشارك الرئيس العراقي غازي عجيل الياور في الحفل الذي بدأ في الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي. و قال الرئيس العراقي غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي في اول تصريح لهما بعد اكمال الاجراءات ان يوم نقل السيادة رسميا لحكومة عراقية مؤقتة يوم سعيد وتاريخي تاق اليه كل العراقيين. وغادر بريمر وعدد من موظفيه العراق بعد ساعة من اتمام مراسيم نقل السلطة على متن طائرة من طراز سي-130 أقلعت من مطار بغداد. وقد سلم قبل مغادرته للرئيس عجيل الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش تطلب اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد ان قطعت عام 1990 اثر غزو نظام صدام حسين للكويت. وكان بريمر قد وصل الى العراق مطلع ايار/مايو 2003 بعد اقالة الجنرال جاي غارنر وتولى ادارة هذا البلد حيث شكل مجلس الحكم الانتقالي والحكومة العراقية الجديدة وشارك بفاعلية في صياغة قانون ادارة الدولة المؤقت. وكان اول قراراته في 16 ايار/مايو 2003 حل الجيش العراقي مما ادى الى بطالة مئات الاف الجنود الذين انضم قسم كبير منهم الى حركة المسلحين. كما طهر الادارة من موظفيها البعثيين مما ادى الى تقويض آلة الدولة والغى اجهزة الاستخبارات وحرم قوات التحالف من اي معلومات حيوية حول مجموعات المسلحين. بريمر يسلم وثائق نقل السلطة لمندوب المحكمة العليا بحضور علاوي