وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك رسالة الى الشعب الفرنسي ليل أول من أمس، فحواها انه فهم قلقهم ومخاوفهم ونفاذ صبرهم، الأمور التي عبرت عنها هزيمة اليمين في الانتخابات الاقليمية. وأوضح شيراك الذي تحدث خلال مقابلة تلفزيونية انه أبقى جان بيار رافاران على رأس الحكومة نظراً لخبرته التي تمكنه من استخلاص النتائج والاستمرار في العمل. وركز على ضرورة العمل على مكافحة البطالة ودفع النمو وتحقيق العدالة الاجتماعية، مجدداً وعده بخفض الضرائب ليس من أجل ارضاء هذا أو ذاك وانما من أجل تشجيع سوق العمل والاستثمار. وقال ان الضرائب في فرنسا، من الأعلى في الدول الأوروبية وأنه ينبغي خفضها لتصل الى المستوى الوسطي مقارنة مع دول أوروبا الأخرى. وأشاد في هذا الاطار بوزير المال الجديد نيكولا ساركوزي، وقال ان تعيينه يهدف الى دفع الاقتصاد الفرنسي الى الأمام، نافياً وجود أي خلاف بينهما. ويذكر ان شيراك لا يثق بساركوزي لأنه خانه عندما أيد خصمه رئيس الوزراء السابق ادوار بالادور في انتخابات الرئاسة سنة 1995. لكن أسهم ساركوزي تصاعدت في استطلاعات الرأي عند تسلمه وزارة الداخلية، وهو لم يخف أنه يطمح للرئاسة سنة 2007. وتراجع شيراك في حديثه عن قرارات كانت اتخذتها حكومة رافاران السابقة، حول خفض التعويضات للعاطلين عن العمل. وأكد ضرورة تنظيم حوار بين الحكم والمعارضة حول اصلاح الضمان الصحي، وأوصى بأن يشمل الحوار أيضاً النقابات. ودعا الى مراجعة الملف المتعلق بالبحث العلمي الذي يعاني من نقص في التمويل والى حل مشكلة تعويضات البطالة للعاملين في الحقل الفني. وعن سبب نقل دومينيك دوفيلبان من وزارة الخارجية الى الداخلية، على رغم الرهج الذي أعطاه للديبلوماسية الفرنسية، أجاب شيراك بالإشادة بوزير الخارجية الجديد ميشال بارنييه، موضحاً ان الرئاسة هي التي تتولى تحديد توجه الديبلوماسية الفرنسية وان بارنييه "اوروبي مقتنع" سيعمل على دفع أوروبا. ويذكر ان بارنييه لا يعرف من الشرق الأوسط الا لبنان كونه عضواً في المجلس الاستراتيجي لجامعة القديس يوسف ويشارك في اجتماعات هذا المجلس مرتين في السنة. ودافع بارنييه عن هذه الجامعة باتجاه تقديم دعم فرنسي وأوروبي لها، وكان عين في عضوية مجلسها الاستراتيجي بطلب من مستشار رئيس الحكومة اللبناني بازيل يارد. وخلال حفل التسلم والتسليم بينه وبين دوفيلبان أوصى الأخير بارنييه بعدم التنازل في ما يتعلق بالتحرك في الشرق الأوسط والابقاء على نهج المبادرات. وتعيين بارنيه قد يشكل تغييراً في الأسلوب وانما ليس في السياسة الخارجية، وقد التقى في بروكسيل أمس، نظيره الأميركي كولن باول لمناسبة اجتماع وزاري لدول حلف شمال الأطلسي. ورأت الصحف الفرنسية ان تعيينه قد يكون موضع ترحيب من الجانب الأميركي لأنه قد يكون أقل صدامية مع الولاياتالمتحدة.