تتمتع عمليات "القوة الضاربة 121" بأهمية خاصة يفسرها سحب وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون عناصر من القوة من العراق إلى أفغانستان للمشاركة في عملية "عاصفة الجبل" التي تقودها الإدارة الأميركية ضدّ مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" الذين يعيدون حالياً تنظيم أنفسهم في باكستان، بهدف التحرك لقتل أو أسر أسامة بن لادن الذي يعتقد أنه يتنقل في مناطق القبائل الباكستانية حيث تعم فوضى أمنية. وبتعويل الإدارة الاميركية على الجهاز الاستخباراتي في الحرب على الإرهاب، تحوّل الجنود الى جواسيس في "القوة الضاربة 121" مهمتهم استهداف نقاط محددة. وترفض وزارة الدفاع الأميركية مناقشة تركيبة المجموعة التي تتولى عمليات المطاردة السرية، والمكوّنة من مزيج من المقاتلين والطيارين وضباط في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي وجامعي معلومات استخباراتية نجحوا في القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهدفهم الحالي إمساك أسامة بن لادن. وتبيّن معلومات جمعت أخيراً من مصادر عسكرية مطلعة أن "القوة الضاربة 121" تتألف من أربعة عناصر رئيسة، هي: "الثعلب الرمادي"، "قوة العمليات الخاصة"، "وحدة وكالة المخابرات المركزية للنشاطات الخاصة" و"فوج العمليات الجوية الخاصة ال16". الثعلب الرمادي الثعلب الرمادي غراي فوكس، منظمة سرية مقرّها حصن بيلفوار في فرجينيا الشّمالية. أعضاؤها متخصصون في التجسس واعتراض وسائل الاتصال، يملكون أجهزة إلكترونية يمكنها اختراق الأقمار الاصطناعية وربط الألياف الضوئية. ولدى هذه الوحدة أسطول جوي في مطار بالتيمور - واشنطن الدولي يمكّن أعضاءها في ظروف معينة من التنقل بين الدول تحت "غطاء غير رسمي" من دون الإعلان عن هويتهم. وأوجد "الثعلب الرمادي" أساساً لمقاتلة مهربي المخدرات العالميين، وتحول بناء على طلب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد إلى "استخبارات عملية" لقتل أعضاء القاعدة وأسرهم وغيرهم من "الإرهابيين". وقامت وزارة الدفاع بعد اعتمادها على هذه الوحدة بتحويل الاهتمام إثر اعتداءات 11 أيلول سبتمبر إلى قوة العمليات الخاصة في فورت براغ، وحضرت وحدة "الثعلب الرمادي" إلى تامبا في فلوريدا لمساندتها. ومع أن المسؤولين ما زالوا يشيرون إلى وحدة الاستخبارات تلك باسمها الثعلب الرمادي، أكد مصدر عسكري أنه جرى تغيير اسمها الرمزي خلال الحرب على الإرهاب، رافضاً الكشف عن التسمية الجديدة، لا سيما أن الفرقة عملت تحت أسماء مختلفة عدة. قوة العمليات الخاصة، مجموعة تضم 800 عضو من نخبة أفراد قوة دلتا العسكرية وقوة الغواصين البحرية المتخصصين في مكافحة الإرهاب. هذه القوة التي كانت صلاحياتها محدودة قبل 11/9، تعتبر اليوم أكثر الوحدات الاستخباراتية نشاطاً. وشكلت قوة العمليات الخاصة نوادي "القوة الضاربة 11" التي طاردت في أفغانستان بن لادن والملا محمد عمر وغيرهما. ثم أعادت تشكيل نفسها وحملت اسم "القوة الضاربة 121" في العراق. وتقول المصادر إنّ من المحتمل أن ينضم إليها عناصر جدد بعد عودتها إلى أفغانستان. ويشكل اتحاد "الثعلب الرمادي" و"قوة العمليات الخاصة" ما يعرف ب"الوحدات البيضاء" التي تعمل في شكل علني وتضم القبعات الخضر وضباط الشؤون المدنية. القوات الاخرى وحدة وكالة الاستخبارات المركزية للنشاطات الخاصة، الوحدة العسكرية الاستخباراتية التي ساعدت "القوة الضاربة 121" في إنشاء شبكاتها في العراقوأفغانستان وتتولى في شكل مباشر تزويد العسكريين المعلومات الاستخباراتية. فوج العمليات الجوية الخاصة ال16، أسطول من حاملات مروحيات "الصقور السود" و"شينوك" و"إي إتش - 6" و"ليتل بيرد" يوفر لقوة دلتا والغواصين المكان الذي يمكنهم قصده بسرعة وليلاً وعلى ارتفاع مخفوض. وكان صدام حسين احتجز في حاملة "ليتل بيرد" قبل نقله إلى تكريت بعدما عثرت عليه القوة الضاربة 121 وفرقة المشاة الرابعة مختبئاً في بؤرة في إحدى المزارع. وليست "القوة الضاربة 121" أول دائرة مشتركة بين ال"سي آي إيه" والقوّات المسلّحة. فقد حولت وزارة الدفاع خلال حرب أفغانستان أعداداً كبيرة من قوّات العمليات الخاصة إلى وحدة العمليات في وكالة الاستخبارات المركزية التي أقامت اتصالات مع القوّات المعادية لطالبان.