واشنطن - رويترز - أعرب مسؤولون أميركيون بارزون عن تفاؤلهم بإمكانات اعتقال اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، مع ظهور ثمار التحسن في تدفق معلومات الاستخبارات في افغانستان. وزاد الأمل بإمكان اعتقال بن لادن بعدما قتل محمد عاطف أبو حفص المصري الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" الاسبوع الماضي، خلال الغارات الاميركية. وقال مسؤولون رفضوا ذكر اسمائهم ان الاستخبارات الاميركية لم تكن تعرف ان عاطف سيكون في الموقع الذي قصف في جنوبكابول، ولكن كانت لديها معلومات عن تجمع لأعضاء "القاعدة" هناك. وبعد الضربات اتضح ان عاطف قتل استناداً الى معلومات استخباراتية تحدثت عن تشييع اعضاء "القاعدة" جثمانه. وبعد محاولة للتقليل من أهمية اعتقال بن لادن، يميل المسؤولون الأميركيون أكثر الآن الى اظهار التفاؤل بوقوع الرجل الذي تتهمه واشنطن بأنه وراء هجمات 11 أيلول سبتمبر على أراضيها، في أيدي القوات الأميركية. أحد اولئك المسؤولين قال: "لو كنا نعرف مكانه بالضبط لقتلناه... وفي النهاية سنعتقله". وتبدو فرص استسلام بن لادن واهية جداً، والمتوقع ان الولاياتالمتحدة ستعرف مكانه فتقصفه أو انه سيقتل في مواجهة مع الجنود الأميركيين. وأشار المسؤول الى أن زعيم "القاعدة" أظهر بوضوح أنه "لا ينوي الاستسلام". وتستخدم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. اي طائرات "بريدتور" من دون طيار تحلق فوق منطقة الجبال في افغانستان بحثاً عن كبار قادة "القاعدة" و"طالبان". وتطلق الطائرة المزودة صواريخ "هيلفاير" الخارقة للدروع، النار على الأهداف التي يعتقد أن هؤلاء القادة يتجمعون فيها. وأفاد مصدر حكومي ان ضباط الوكالة يقدمون رشاوى للأفغان من أجل معلومات عن موقع بن لادن والقادة الآخرين. وأضاف ان وحدة صغيرة من ضباط الاستخبارات من "فرقة النشاطات الخاصة" تعمل سراً لتمهيد الطريق للقوات الخاصة الأميركية. وزاد ان الوحدة تعمل على الأرض بملابس مدنية، بالتعاون مع زعماء المعارضة، لتهيئة فرص العمل للقوات الخاصة. ويرتدي أفراد الوحدة وهم عادة من الذين خدموا سابقاً في القوات الأميركية ملابس الأفغان، ويطلقون لحاهم. وأكد البنتاغون ان القوات الاميركية بدأت تحريك العديد من وحدات العمليات الخاصة في الأيام الأخيرة، لتعقب عناصر "القاعدة" وزعماء "طالبان". ويبث الجيش الأميركي رسائل اذاعية تعد بتقديم 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى تحديد موقع بن لادن وبقية قادة "القاعدة". وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن تلقت في اطار برنامج "مكافآت العدالة" 22 ألف معلومة منذ هجمات 11 أيلول، معظمها عن طريق البريد الالكتروني أو الهاتف. واستدرك ان أياً من هذه المعلومات لم يؤد الى الامساك بمطلوبين. لكن المعلومات التي يمكن أن تساعد واشنطن في القبض على بن لادن ربما تأتي من اجهزة استخبارات دول صديقة للولايات المتحدة، تلاحق عناصر "القاعدة" خارج افغانستان، الذين قد يدلون بمعلومات عن مواقع قادة الشبكة.