قررت القوات الاميركية ضرب الخط الامامي حركة "طالبان" باحتلال القاعدة الجوية السوفياتية السابقة في باغرام، شمال كابول، قبل ارسال قواتها المجوقلة لحماية المكان من اعتداءات محتملة. ويشكل احتلال هذه القاعدة الممكن استعمالها في الظروف الجوية كلّها، بداية جيّدة للعمليات الاميركية والبريطانية الهادفة إلى القبض على اسامة بن لادن، كما ستتمكن من نشر الطائرات المحاربة لتطلق ضرباتها من قلب افغانستان. وكانت حركة "طالبان" توجه الضربات لمواقع المعارضة حول المطار بواسطة راجمات الصواريخ "ارغن ستالين" التي ترجع إلى عهد الرئيس نجيب الله الموالي للسوفيات. وأعلنت مصادر في وزارة الدفاع الاميركية أن احد الاهداف الرئيسية للضربات الجوية هو القضاء على مدفعية "طالبان" واجبارها على الانسحاب إلى مواقع لا تهدد فيها قاعدة باغرام. وبعد ضرب المدفعية يمكن ارسال فرق الجيش الاميركي، خصوصا "القبعات الخضر"، لحماية المطار قبل وصول أي طائرة. ولبلوغ هذا الهدف سيضطر الجيش الاميركي للانتشار على الجبال المحيطة بالمطار لحمايته من هجمات مدفعية محتملة. ونقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن مصادر عسكرية هندية امس ان "نحو 1500 جندي اميركي من القوات الخاصة وصلوا الى اوزباكستان وبدأوا بالتوجه نحو افغانستان". في حين أعلنت مصادر بريطانية ان القوات الخاصة وصلت الى المنطقة واعتبرت انه "يمكن تصديق" الادعاءات الهندية. ويمكن لوحدات القوات الخاصة الاميركية والبريطانية ان تقسم إلى فئتين: فئة النخبة التي ستلقي القبض على إبن لادن وفئة أخرى ستؤمّن الحماية. أما الوحدة الاميركية الاساسية المختصة في مطاردة مجرمي الحرب والقبض عليهم فتسمّى "قوة دلتا". وأسسها العام 1977 كول شارلز باكويث، أحد الضباط الذين خدموا كملحقين بالوحدات الجوية الخاصة. وتستعمل "قوة دلتا" فرقاً صغيرة مؤلفة من أربعة اعضاء كوحدات اساسية وتستعين بالوحدات الجوية الخاصة لتأمين الدعم لها. وينظر إليها على انها أفضل فرق الجيش الاميركي واكثرها قابلية للقبض على المجرمين خاصة بعد تجربتها في يوغوسلافيا السابقة. ويذكر ان أعضاء من الوحدات الجوية الخاصة قاموا بتدريب المجاهدين في معسكرات في اسكتلندا وباكستان ومنهم من ذهب إلى افغانستان لمساعدة المجاهدين على التخلص من الحكم السوفياتي. وآخر فرقة ستشارك في هذه العمليات هي وحدات الزوارق البحرية الملكية الخاصة التي تشكلت من وحدات صغيرة عدة خلال الحرب العالمية الثانية. اما الوحدات الاميركية التي ستؤمن الحماية أكثر من غيرها فهي فوج الحراس ال 75 الذي يعمل بالتنسيق مع "قوة دلتا" والقوات الاميركية الخاصة و يعرف أكثر ب"القبعات الخضر" وهو الذي شارك العام 1968 بعملية ملاحقة تشي غيفارا في بوليفيا. وستشارك بريطانيا بفوج المظليين أو كوماندوس البحرية الملكية الذين يجرون الآن مناورات في سلطنة عمان.