اعلنت اسرائيل انها ستقاطع جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي للبت في قانونية "الجدار الفاصل"، وقررت الاكتفاء ب"المرافعات الخطية" التي قدمتها الى المحكمة اواخر الشهر الماضي في محاولة منها للطعن في شرعية نظر الهيئة القانونية الدولية في ملف الجدار بناء على طلب من الاممالمتحدة. جاء هذا الاعلان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بعد أن اجرى "تصويتا" عبر الهاتف مع اعضاء المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية بسبب وجود معظم هؤلاء في رحلات خارجية. وافاد بيان ان كبار الوزراء الاسرائيليين ورئيسهم شارون "قرروا السير وفقا لما ورد في المرافعة الخطية التي اشارت الى ان المحكمة الدولية لا تملك الشرعية للنظر في القضية". موقف فريق المستشارين القضائيين وكان فريق المستشارين القضائيين الاسرائيليين الذين كلفهم شارون تقويم الموقف الاسرائيلي ازاء شرعية محكمة العدل الدولية البت بقانونية بناء الجدار، أوصى بمقاطعة المداولات الرسمية التي ستشهدها محكمة لاهاي في 23 الجاري "لكي لا يفسر ذلك على انه منحها الشرعية للبت في ملف الجدار"، معتبرا ان المحكمة ستنظر في القضية "لاسباب سياسية بحتة وليست قانونية". وكانت اسرائيل سلمت مرافعتها الخطية اواخر الشهر الماضي وطعنت بشرعية المحكمة العليا في النظر في هذه القضية، معتبرة ان الجدار يشكل "ضرورة امنية لمنع تسلل الانتحارين الفلسطينيين" الى اسرائيل. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان دول المانيا واستراليا والولاياتالمتحدة قررت بدورها عدم المشاركة في مداولات الجلسة. واكتفى شارون باجراء "استفتاء" بين وزرائه على الهاتف بسبب وجود اربعة منهم في الخارج، هم شاؤول موفاز وايهود اولمرت وسلفان شالوم وبني ايلون. ووجهت وسائل الاعلام الاسرائيلية انتقادات الى ايلون الذي قالت انه يقضي اسبوعا واحدا كل شهر في الولاياتالمتحدة التي يزورها الان. وبقرار مقاطعة جلسات محكمة لاهاي، وضعت الحكومة الاسرائيلية نهاية للجدل الداخلي الذي استمر اكثر من شهرين واثار ارتباكا في المحافل الاسرائيلية خشية تحول الدولة العبرية في نظر المجتمع الدولي الى "جنوب افريقيا" القرن الجديد وتعرضها لمقاطعة دولية اقتصادية وسياسية. وتعول تل ابيب على الولاياتالمتحدة في حال اتخاذ المحكمة الدولية قرارا يؤكد عدم قانونية بناء الجدار، للحيلولة دون اصدار الاممالمتحدة قرارات ملزمة بهدم القطاع الذي بني من الجدار ووقف تنفيذ باقي مخططها في هذا الشأن. "تذاكر سفر رخيصة لهولندا" وعلى رغم القرار الاسرائيلي بعدم المشاركة في المداولات الشفوية، يستعد مئات الاسرائيليين للسفر الى هولندا للمشاركة في تظاهرات احتجاج على جلسات المحكمة بعد توفير "تذاكر رخيصة" لهم. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان شركات سفر اسرائيلية وضعت "اسعارا مغرية" على تذاكر السفر، وان مئات من الاسرائيليين "اصطفوا" لشراء تذاكرهم تمهيدا للتوجة الى لاهاي. وكانت مصادر في وزارة الخارجية الاسرائيلية طرحت امكان ان تتضمن "مرافعتها الشفوية" قبل اتخاذ قرار عدم المشاركة الاسرائيلية، عرض صور اشلاء اسرائيليين قتلوا في عمليات تفجيرية، غير ان خبراء ومحللين اسرائيليين عارضوا هذه الفكرة "لان الفلسطينيين سيعرضون بدورهم صورا اكثر بشاعة" لضحايا الاحتلال الاسرائيلي.