أنهى القاضي بالتاسار غارثون استجواب 12 مغربياً وجزائرياً، من بينهم ثمانية في السجون، واتهمهم بالانتماء إلى مجموعة "شهداء من أجل المغرب" التي خططت لتفجير مقري المحكمتين الوطنية والعليا وتدمير وثائقهما وقتل القضاة، في حين قرر الإفراج عن المغربي فريد كريد الموقوف في سجن قادش. وأمر غارثون لاحقاً باعتقال المغربي فيصل علوش، الذي كان أوقفه القاضي خوان ديل أولمو للاشتباه بتورطه بتفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، وأطلق سراحه في أيار مايو الماضي. ونفذ الاعتقال فعلياً في فيلافيردي إحدى ضواحي مدريد أمس. وأكد غارثون في قراره الظني في حق أفراد مجموعة "شهداء من أجل المغرب" أن الموقوف في سويسرا بتهمة مخالفة قوانين الهجرة محمد أشرف والذي طالبت إسبانيا بتسلمه، أسس المجموعة ضمن منظمة "التكفير والهجرة" السلفية الجزائرية خلال وجوده في سجن سلمنقة بين عامي 2001 و2003. وضمت المجموعة متهمين بالانتماء إلى عصابة مسلحة صغيرة. وهو أشار إلى أن الوثائق والمستندات التي كانت في حوزة المعتقلين كشفت تخطيطهم لتفجير أعلى ناطحتي سحاب في مدريد بيكاسو واستاد سانتياغو برنابيو لكرة القدم في مدريد ومحطتي قطارات استهدفت إحداها في تفجيرات مدريد، ومركز الحزب الشعبي وقصر المؤتمرات. ووصف قاضي المحكمة الوطنية المجموعة بأنها من الصف الثاني، أي أنها تشكلت لتحل بديلاً من خلية تألفت من 17 إسلامياً وفككتها السلطات في منتصف تشرين الأول أكتوبر. وأوضح أن خلايا الإسلاميين لا تتمتع بتنظيم ذاتي بل إن توزيع الأدوار بين أفرادها أفقي، "ما يجعلهم يتحركون في شكل منعزل وعفوي" حتى في كيفية تمويل العمليات، ومن بينها حتى السرقات والاحتيالات والتزوير وتهريب المخدرات والتي تهدف إلى "التسبب بالألم والقضاء على أعداء الإسلام في أي مكان تواجدوا فيه سواء داخل إسبانيا أو أوروبا أو العالم، وهو ما تبررره عقيدتهم في الجهاد". وأيضاً، أمر غارثون بالبحث والتحري وإلقاء القبض على عشرة أشخاص، من بينهم سبعة ينتمون إلى المجموعة ذاتها، وحدد أسماءهم كالآتي: مصطفى ميموني، المتهم بتنظيم اعتداءات الدار البيضاء عام 2003 و عبداللطيف موراطيق، الذي يعتبر أحد مسؤولي تنظيم "القاعدة"، ومحمد فلاح، الذي فر بعد تفجيرات قطارات مدريد، ومحمد لعربي بن سلام ومحمد وزاني وسمير بن عبدالله وسعيد رحو، إضافة إلى عبدالمالك شبلي ورضا شريف وجمال صديقي الذين تمكنوا من الفرار بعدما طوقتهم الشرطة في إليكانتي شرق البلاد. دركزنلي يلتزم الصمت وفي ألمانيا، رفض رجل الأعمال السوري الأصل المعتقل مأمون دركزنلي الذي يشتبه بأنه أشرف على خلية هامبورغ التي نفذ أعضاؤها اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، ومول نشاطاتها، الإدلاء بشهادته في محاكمة المغربي منير المتصدق المتهم بالتورط في الاعتداءات، باعتباره ارتبط بعلاقات صداقة وطيدة مع قائد مجموعة الخاطفين محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحي. وتوجه دركزنلي إلى قضاة محكمة الاستئناف في هامبورغ بالقول: "لن أرد على أي سؤال"، وبرر قوله بحق الشهود في التزام الصمت. واعتقل دركزنلي 46 عاماً الذي يدير شركة استيراد وتصدير في منتصف تشرين الأول في هامبورغ، حيث أقام ووضع قيد الاعتقال ريثما يتم البت في مسألة تسليمه إلى إسبانيا المطلوب فيها في إطار التحقيق الخاص باعتداءات 11 أيلول. ويحتمل أن يواجه دركزنلي في حال إدانته بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية عقوبة السجن فترة 12 سنة. واعترف دركزنلي بأن معرفته سطحية بعطا والشحي والجراح، لكنه نفى تورطه في أي نشاط إرهابي، في حين يشتبه القضاء الإسباني بأنه كان المحاور الدائم للخلية وممثل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في ألمانيا".