تقدم مانويل ديل برادو، محامي الصحافي المعتقل تيسير علوني، من قاضي المحكمة الوطنية بالتاسار غارثون، بطلب لاخلاء سبيله نظراً الى "الغياب الكامل والمطلق لأي ادلة تتهمه بالانتماء لتنظيم القاعدة". واشار الطلب ايضاً الى "الوضع الصحي لعلوني الذي يسوء يوماً بعد يوم، خصوصاً انه كان خضع خلال حرب العراق لعملية في القلب وهو يعاني ايضاً من "ديسك" في ظهره". وبعد اقل من 24 ساعة على تسلم المحكمة طلب المحامي برادو الذي تزامن مع برنامج خاص بثته قناة "الجزيرة" وتناولت فيه ظروف اعتقال مراسلها، تصدرت صورتان لعلوني وعديله محمد حيدر الزمار، او "الدب" كما تعرفه الاجهزة الامنية، الصفحة الرئيسية لجريدة "لاراثون" القريبة من رئاسة الحكومة ومن اجهزة الاستخبارات التابعة مباشرة لرئاسة الحكومة. وقد كتب فوقهما على "مانشيت" الجريدة: "عديل عضو الجزيرة الذي اوقفه غارثون استضاف الطيارين الانتحاريين في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر". واللافت ان الجريدة استخدمت في اشارتها الى علوني تعابير مثل "عضو الجزيرة" او "الموظف في قناة التلفزيون العربية"... كما خصصت الصحيفة افتتاحية صفحتها الاولى لتوسيع التهم ضد الصحافي الموقوف عن طريق كيل الاتهامات للزمار الذي، حسب "لاراثون"، "نظم الخلية الاسبانية التي قدمت الدعم اللوجيستي والمالي للقاعدة. وتزوج ابنة امام مدينة سبتة شقيقة زوجة علوني منتصف تموز يوليو 2001 في زفاف تعتبره اجهزة مكافحة الارهاب "قمة مصغرة للقاعدة" نظراً الى ضآلة عدد المشاركين فيه". وتتصدر احدى الصفحات الداخلية صورة لتيسير علوني بين صورتين للطيار المصري محمد عطا و للسوري محمد حيدر الزمار الذي يحمل الجنسية الالمانية. وتشير الى ان الزمار اعتقل في المغرب و هو اليوم في سجن سوري قرب العاصمة دمشق. وتعترف الجريدة بشكل غير مباشر بأن ما يقلق اجهزة الامن الاسبانية عدم اكتشافها حتى الآن دوافع زيارة الطيارين الانتحاريين محمد عطا ورمزي بن الشيبة لاسبانيا ولا هوية الذين اتصلا بهم. فعلى رغم انها اكتشفت الفنادق التي نزل فيها عطا لدى زيارته لاسبانيا وتجوله بين مدريد وتاراغونا الشرق ومالاغا الجنوب خلال شهر تموز 2001، إلا أنها لم تعرف بعد مكان اقامة رمزي بن الشيبة. وتربط جريدة "لاراثون" بين الذين حضروا حفلة زواج الزمار من مغاربة وغيرهم وبين حضور مروان دركزنلي المتهم في المانيا بانتمائه للقاعدة الى مدريد وغرناطة وأقامة امير علوني شقيق تيسير في هامبورغ بألمانيا حيث عاش عطا وبن الشيبة وسعيد بهاجي وزياد الجراح وغيرهم. وتعود الى سرد الروايات التي أصبح يعرفها الجميع عن "ابو قتاده"، و"ابو الياس"، و"ابو فحص" وسواهم... ويعتبر المراقبون الاسبان لوضع علوني هذا المقال بمثابة رد على الحملة الاعلامية الدولية ضد اعتقاله في اسبانيا خصوصاً تلك التي تقوم بها "الجزيرة". ويذهب هؤلاء ابعد من ذلك، خصوصاً انهم يعرفون سياسة الجريدة من الداخل فيقولون: "ربما تهدف "لاراثون" الى رد الضربات عن الحكومة لأنها غير معنية مباشرة بالسلطة القضائية". مدير عام التلفزيون الرسمي الاسباني ومدير الاذاعة الوطنية كانا يعملان في هذه الجريدة. واشار مراقبون الى ان القاضي غارثون كان دائماً يحرج حكومة اسبانيا بالقرارات التي يتخذها، وأنه قد يرتكز احياناً الى تقارير اجهزة الاستخبارات إلا أن دور هذه الاخيرة يقتصر على تزويده المعلومات فقط. اما دور رئيس الوزراء في قضايا مشابهة فيتمثل في امكان اصدار عفو خاص بعد الادانة القضائية لا قبلها. وقالوا ان علوني "سيحاكم بسبب علاقته بارهابيين مشبوهين لا بسبب نشاطاته الصحافية"، مذكرين بأن القاضي غارثون كاد يعرض مصالح اسبانيا وعلاقاتها الديبلوماسية مع الشيلي للضرر لدى اعتقاله الجنرال بينوشيه، وكاد يتسبب بأزمة بين اسبانيا و بلدان اخرى بسبب ملاحقته مسؤولين اجانب لكنه لم يترجع يوماً، وهو حاول محاكمة رئيس وزراء اسبانيا السابق فيليبي غونزاليس ووضع وزير داخليته في السجن بسبب سوء استخدامه للسلطة في مكافحته لارهاب منظمة "ايتا" الباسكية. ويوضح المراقبون ان القاضي غارثون "معروف بمعارضته للسياسة الاميركية في افغانستانوالعراق ولمعاملتها للسجناء، ومع احترامه لأحكامها القضائية إلا أنه ينتقد الولاياتالمتحدة بشدة خصوصاً في تطبيقها لحقوق الانسان. وهذا ثابت في مقالاته وتصريحاته". محاكمة لثلاثة مصريين في روما من جهة اخرى ا ف ب، يتوقع ان يمثل ثلاثة مصريين معتقلين للاشتباه بقيامهم بالتخطيط لهجمات ضد اهداف اميركية في روما والمناطق المحيطة بها، امام محكمة جنائية في 19 تشرين الثاني نوفمبر، طبقاً لما افاد به مسؤولون قضائيون ايطاليون امس. وكان الثلاثة مهدي شلبي وصالح الجمال وخالد محمد زاهد اعتقلوا في تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي ويشتبه في تخطيطهم لسلسلة من الهجمات لم تنفذ على مطار فيوميشينو في روما واماكن تعتبر رموزاً اميركية من بينها مطاعم "ماكدونالدز" ومقبرة الجنود الاميركيين في نيتونو. كما يشتبه بأن الثلاثة على علاقة ب "القاعدة".