افتتح ممثلون عن الحكومة السودانية و "الحركة الشعبية لتحرير السودان" أمس الجولة الخامسة من مفاوضات السلام السودانية في مدينة مشاكوس الكينية، واتفقوا على آلية جديدة للتفاوض وسط أجواء من التفاؤل بقرب توقيع اتفاق سلام بينهما، فيما توعد متمردو دارفور بشن هجمات جديدة ضد القوات الحكومية. وأكد مسؤول في "الحركة الشعبية" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق، ان جولة المفاوضات ستناقش كل القضايا الخلافية، في حين كان يفترض ان تبحث فقط في قضيتي تقاسم السلطة والثروة، واتهم الخرطوم مجدداً بمواصلة انتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية في جبهات عدة في جنوب البلاد. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" بنيروبي أمس: "افتتحت مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة رسمياً في ضاحية مشاكوس جنوبنيروبي، بعد مشاورات أجراها الوسطاء في السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد وشركاؤها الغربيون مع الطرفين منذ الاربعاء الماضي". وكشف عرمان "ان جوهر المشاورات تركز على مناقشة كل القضايا المتعلقة بتقاسم السلطة والثروة، وقضايا المناطق الثلاث المهمشة، جبال النوبة والنيل الأزرق وأبيي، وقضية الترتيبات الامنية". وكان مقرراً ان يناقش الطرفان تقاسم السلطة والثروة فقط، على أن تناقش كل قضية على حدة في جولة منفصلة. ويعكف المفاوضون على تحديد الأجندة وتوضيح اسلوب سير التفاوض خلال الجولة التي بدأت أمس وتقرر ان تختتم في 21 ايار مايو الجاري. وأوضح عرمان ان امانة "ايغاد" التي تشرف على المفاوضات "رأت ان كل القضايا المشار اليها سبق تناولها في الجولات السابقة، ولان الاتفاق النهائي سيشمل السلطة والثروة والمناطق الثلاث والترتيبات الامنية، كان من الضروري مناقشة كل هذه القضايا من دون فصلها". ويعد هذا الأمر تحولاً جديداً في طبيعة المفاوضات بين الخرطوم وحركة قرنق، والتي بدأت منذ حزيران يونيو من العام الماضي. وقال عرمان "ان الحركة ترحب بهذا المدخل الجديد". وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة الى المفاوضات، ان التحول الجديد أوجد انطباعاً عاماً عن احتمال كبير بتوقيع اتفاق سلام شامل في هذه الجولة. ويسود المفاوضات تفاؤل بقرب الاتفاق باعتبار ان الطرفين ناقشا كل القضايا سابقاً وان الجولة الحالية تحتاج فقط الى قرارات سياسية حاسمة". وكشفت المصادر ذاتها "ان المحادثات التي اجراها النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه مع الوسطاء ومسؤولين في الخارج، اكد خلالها ان الخرطوم مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة". الى ذلك، اتهم رئيس وفد "الحركة الشعبية" في المفاوضات نيال دينق نيال الحكومة السودانية "بمواصلة خرق اتفاق وقف الاعمال العدائية في غرب ولاية أعالي النيل وشرقها". وقال: "ان الحكومة تعمل في شرق أعالي النيل على شق طريق للاستخدام العسكري مما يعد خرقاً للاتفاق". وتساءل قائلاً: "اذا لم تلتزم الحكومة الاتفاقات الموقعة فكيف لنا أن نثق في أن الحكومة ستلتزم الاتفاقات المقبلة". متمردو دارفور من جهة اخرى أ ف ب، اعتقلت السلطات السودانية اكثر من 150 شخصاً متهمين بضلوعهم في تمرد دارفور غرب السودان، استناداً الى زعيم المتمردين الذي توعد بشن هجمات جديدة ضد القوات الحكومية. وقال الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" مني اركوي مناوي ان السلطات "اعتقلت أخيراً وفي شكل تعسفي" اكثر من 70 شخصاً في الفاشر، عاصمة ولاية دارفور الشمالية وأكثر من 80 آخرين في مدينتين آخريين لاتهامهم بالارتباط بالمتمردين. واضاف ان "القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها هاجمت قرى عدة واحرقتها اثر هجومنا على الفاشر" في نهاية نيسان ابريل الذي أدى الى مقتل 75 شخصاً في صفوف العسكريين السودانيين. وقال مناوي: "لن نبقى مكتوفي الأيدي وسنرد بهجمات، ولكن على المواقع الحكومية فقط".