تعلن اليوم النتائج الرسمية للانتخابات النيابية في اليمن، بعدما تواصل مسلسل المفاجآت بسقوط الدائرة 11 في صنعاء والتي كانت تعد مغلقة لمصلحة "المؤتمر الشعبي العام". وفيما وصف مراقبون هذه الخسارة ب"ضربة موجعة" ل"المؤتمر" على رغم اكتساحه الغالبية، تلقت المرأة ضربة أخرى، فتراجع حضورها في البرلمان الجديد إلى نائبة واحدة بعدما كان لها مقعدان من أصل 300 مقعد ومقعد. وتراجع نصيب "تجمع الإصلاح" على رغم مفاجأة فوزه في العاصمة، وكانت المفارقة أيضاً أن الدائرة الحادية عشرة هي المركز الذي اقترع فيه الرئيس علي عبدالله صالح، لكن النتائج أظهرت فوز مرشح "الإصلاح". وفي حين تمسك الأمين العام ل"المؤتمر" الدكتور عبدالكريم الارياني ب"غالب ومغلوب" في الاقتراع وبحق "المؤتمر" في التفرد بالحكم، دعا رئيس مجلس شورى "التجمع اليمني للإصلاح" عبدالمجيد الزنداني إلى "تجاوز حمى الانتخابات"، مفنداً اتهامات وجهت إلى حزبه بكونه "طالبان اليمن". وتزامن تعليق مصير بعض الدوائر ونتائج الفرز فيها، بعد يومين على الانتخابات، مع اشتباك في محافظة الجوف. وقالت مصادر قبلية ل"الحياة" إن عسكرياً قُتل وجرح مدنيان خلال اشتباك في منطقة برط في محافظة الجوف، نجم عن خلاف حول نتائج الفرز بين أنصار مرشح مستقل ومؤيدين لمرشح الحزب الحاكم، "المؤتمر الشعبي"، كما تأخر إعلان نتيجة الفرز في الدائرة 19 في صنعاء، وساد توتر بين أنصار "المؤتمر" و"الإصلاح". وكانت مصادر "المؤتمر" أفادت عن فوزه ب217 مقعداً، فيما لم تعلن اللجنة العليا للانتخابات سوى نتائج تسعين دائرة، حصد منها الحزب الحاكم 69، و"الإصلاح" 10 و"الاشتراكي" 4. وأفيد في وقت لاحق أن مقاعد "الاشتراكي" ارتفعت إلى سبعة. وحمّل فريق مراقبين تابع للمعهد الديموقراطي الأميركي، الحزب الحاكم والدولة مسؤولية معظم الخروق خلال الاقتراع، لكنهم نوهوا بالنسبة المرتفعة للنساء في صفوف الناخبين 43 في المئة، فيما أجمعت مصادر على أن نسبة الإقبال على الاقتراع تجاوزت ثمانين في المئة. وأشار فريق المراقبين إلى سيطرة الدولة على وسائل الإعلام واستخدامها الجيش وقوى الأمن "في شكل غير مناسب". وفي الحديث إلى "الحياة" شدد الارياني على أن من الطبيعي تفرد "المؤتمر" مجدداً بتشكيل أي حكومة بعد فوزه بالغالبية في الانتخابات. وأضاف: "في الديموقراطية دائماً هناك غالب ومغلوب". واعترف بأن "تجمع الإصلاح" الذي يتزعمه الشيخ عبدالله الأحمر حقق "نصراً كبيراً في صنعاء"، لكنه أشار إلى أن "الإصلاح" استقدم مجموعات من الناخبين من الريف إلى صنعاء فرجحوا كفته في العاصمة راجع ص9. وفي تصريحات إلى "الحياة" حض رئيس مجلس شورى "التجمع اليمني للإصلاح" عبدالمجيد الزنداني على "تجاوز حمى الانتخابات"، ورأى أن ما شهدته من تجاوزات بمثابة "حيل وأمراض من الخارج". وشدد على أن فرز الأصوات في دائرته بدأ ظهر أمس، علماً أن صناديق الاقتراع اغلقت مساء الأحد. ووصف الحملة على "التجمع" واتهامه ب"طالبان اليمن" بأنهما "حرب إعلامية" وزاد "لن نرتد عن ديننا". كما رفض تلميحات إلى علاقة بين طلاب درسوا سابقاً في معاهد دينية كان يشرف عليها "الإصلاح"، وبين أعمال تخريب وإرهاب، وأضاف: "نقف في وجه كل ما يمثل عدواناً على الآمنين والأبرياء، وكل ما قيل من باب الدعايات".