الامطار الغزيرة على صنعاء ليل الخميس، اسقطت مرشحين عن صورهم... والحملات الانتخابية عشية الاقتراع الاحد لاختيار الاعضاء الجدد لمجلس النواب اليمني، أمطرت وابلاً من الحملات الشرسة بين المتنافسين. وهؤلاء تميزهم ليس فقط عودة الحزب الاشتراكي الى الحلبة النيابية، بل معركة فرز صعبة واتهامات متبادلة بين "المؤتر الشعبي العام" الذي حقق انتصاراً ساحقاً في انتخابات 1997، وبين "التجمع اليمني للاصلاح" الذي تحالف مع احزاب "اللقاء المشترك" لإنهاء تفرد "المؤتمر" بالحياة النيابية والقرار السياسي، كونه المنتصر بلا منازع. واذا كان بعض احزاب "اللقاء" يراهن على مفاجأة انتزاع مقاعد من الحزب الحاكم، فإن الاخير في المقابل وكما قال الامين العام ل"المؤتمر الشعبي" الدكتور عبدالكريم الارياني، يراهن على ترسيخ انتصار 1997 بفوز اكبر! "التجمع" يتهم "المؤتمر" بشراء الذمم، و"المؤتمر" يتهم "التجمع" بممارسة "جرائم انتخابية" من خلال عرض برنامجه في المساجد. وما بين الاتهامات اللاذعة باستغلال المساجد، او تسخير الاعلام الرسمي لخدمة اهداف معركة الاحد، ما يميز الحملات الانتخابية عام 2003 يتعدى شراسة المنافسة لتقابلها اجراءات للحؤول دون خطف صناديق الاقتراع بعد اغلاقها، فيما المظاهر المسلحة باتت محظورة، بعدما كانت ميزة في الدورات السابقة. في مدرسة اسماء في صنعاء، نظم امس مهرجان ل"المؤتمر الشعبي"، رعاه الارياني، وكان نجل الرئيس اليمني قائد الحرس الجمهوري العقيد احمد علي صالح، في مقدم الحضور. وبديهي ان يهيمن الرمز الانتخابي للمؤتمر، الحصان الذي ينافس شمس "التجمع" ونجمة "الاشتراكي". لكن المفاجأة في المهرجان الذي شهد حملة عارمة على "الاصلاح" ونهجه، ان الخيل كان حاضراً، ولضيق باحة المدرسة، داست حوافره اطراف انصار "المؤتمر". وكالعادة لعبة خلط الاوراق عرفت هذه المرة ايضاً انسحابات من اطراف متنافسة لمصلحة اخرى. وفي المدرسة اعلن علي الريمي انشقاقه من "التجمع" ليلتحق ب"المؤتمر"، كذلك فعل علي سعد الجبري الذي اتهم "الاصلاح" ب"اكل التبرعات" وبنهج تكفير الآخرين. وقال ان الحرب على العراق "دليل على الاتجار بالنفوس وبيع الوحدة الوطنية، فلنتعلم". وغمز الريمي من قناة الاصلاحيين لأنهم "قالوا لنا ان الارياني مرتد، فليسامحنا". وأكمل الجبري: "كفروا الاشتراكي ثم تحالفوا معه". وفي تصريحات الى "الحياة" شكا الأمين العام ل"تجمع الاصلاح" محمد اليدومي من "ممارسات خاطئة للجنة العليا للانتخابات وخروق ارتكبها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي لا تبشر بخير". لكنه اعرب عن امله بأن "تتعاون القوى السياسية من اجل انتخابات نزيهة، وبث الطمأنينة في نفوس الشعب، ونزع فتيل التوتر في اكثر من محافظة". وسئل عن طبيعة تلك الخروق فأجاب انها "تمثلت في استغلال الاعلام الرسمي للدعاية لبعض مرشحي "المؤتمر الشعبي"، ولم يمارس كثيرون من المحافظين عملهم كطرف محايد، فيما انحاز مديرو امن الى المؤتمر ومارسوا ضغوطاً على الناخبين". واتهم الحزب الحاكم ب"شراء ذمم الناس". وسئل هل يلتزم "تجمع الاصلاح" بما سيسفر عنه الاحتكام الى صناديق الاقتراع، فرد بالايجاب "الا اذا سلب المواطن حقه الانتخابي، وحصل تزوير من اي طرف". ولكن اليست "ازمة الثقة" بين الحليفين السابقين، "التجمع" و"المؤتمر"، تتجاوز الحملات الانتخابية، قال اليدومي: "الحزب الحاكم يتخوف من نتائج الاقتراع وقد تحصل فوضى في كثير من الدوائر". وأشار الى حصول تغيرات سياسية واقتصادية بعد "شهر العسل" بين حزبه و"المؤتمر"، وتحدث عما سماه "افقاراً للشعب"، رافضاً وصف العلاقة بين "تجمع الاصلاح" و"الحزب الاشتراكي" بأنها تحالف كامل، ومشيراً الى ان ما يجمع الطرفين الآن هو "تعاون لتوسيع دائرة الحرية، والحفاظ على هامش الديموقراطية، ورفض العودة الى حكم الحزب الواحد". الامين العام ل"التنظيم الوحدوي الناصري" عبدالملك المخلافي قال ل"الحياة" انه يتوقع مفاجأة تحقيق احزاب "اللقاء المشترك" تقدماً، تبرره "رغبة شعبية في التغيير". واشار الى "السيطرة الكاملة للمؤتمر الشعبي العام على العملية الانتخابية، بحكم وجود السلطة في يده". وبلغ عدد المرشحين 1526 بينهم 900 حزبيون للتنظيم الوحدوي 53 مرشحاً، اما مجموع الناخبين فيقترب من ثمانية ملايين. وفي محافظة عمران حيث يخوض الانتخابات رئيس مجلس النواب زعيم "التجمع اليمني للاصلاح" الشيخ عبدالله الاحمر، نزل الى حلبة المنافسة مع اثنين من انجاله باسم "التجمع"، فيما ترشح باسم "المؤتمر" اثنان آخران من أبناء الاحمر!