رحبت المعارضة السودانية بفتح قناة للحوار مع الحكومة وفوضت زعيمها محمد عثمان الميرغني اجراء اتصالات مع الخرطوم لاستجلاء الموقف "بحذر شديد" استجابة لرغبة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق، فيما تتراجع نسبة التفاؤل بين المعارضين في تحقيق اتفاق سلام نهائي في الشهور المقبلة. وذكر الناطق باسم "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض حاتم السر "ان هيئة القيادة أجازت مشروع قرار يفوض الميرغني للقاء الحكومة". وحرص القرار على ارضاء زعيم "الحركة الشعبية" بعدما تباينت وجهات النظر بينه وبين الميرغني. وعقد الزعيمان لقاءات ثنائية مطولة لإزالة الخلافات واحتواء أي توتر يمكن أن يحصل بين أكبر حزبين في تجمع المعارضة. ويتألف مشروع القرار من خمسة بنود هي الترحيب بمبادرة الحكومة لعقد لقاء مع التجمع بحسب ما نقل الميرغني للمعارضين والإشادة بقرار "الاتحادي الديموقراطي" تحويل مفاوضاته التي بدأها مع الحكومة الى "التجمع الوطني". وكان الميرغني اطلع المعارضين على نتائج اتصالات حزبه مع "المؤتمر الوطني" الحزب الحاكم في الخرطوم. وفوضت هيئة "المعارضة" الميرغني لبحث الترتيبات الخاصة بزمان اللقاء مع الحكومة ومكانه واجراء الاتصالات على أساس نقل ترحيب المعارضة بالحوار واستجلاء الموقف الحكومي. كما كلف المعارضون "لجنة" مبادرات الحل السياسي التعامل لوضع موقف تفاوضي يبلور رؤية التجمع ووضع التدابير اللازمة في حال بدء الحوار "ليكون غير متناقض مع ما يجري في مشاكوس من مفاوضات بين الحكومة وحركة قرنق. وعلمت "الحياة" ان قرنق كان غير متحمس للطرح "الاتحادي"، معتبراً أن ذلك "يساعد الحكومة في خلق منابر متعددة متناقصة مع "ايفاد". وحصل قرنق على ضمانات بعدم حصول ذلك من خلال "تدابير تمنع التناقض وأهمها البناء على ما يتحقق في مشاكوس لا سيما في مسائل حق تقرير المصير وعلاقة الدين بالدولة. وسيدعو الميرغني وفق مشروع القرار هيئة قيادة "التجمع الوطني" الى اجتماع طارئ ينقل فيه نتيجة اتصالاته مع الخرطوم. وحول موقف "التجمع الوطني" من مشاكوس قال السر: "ان خيارنا هو الحاق التجمع بالمفاوضات". إلا أن المعارضين باتوا لا يأملون كثيراً في مشاكوس، خصوصاً بعدما نقل قرنق خيبته في نتائج المفاوضات وتأكيده أن خيار نجاح المفاوضات متساوٍ مع خيبات الفشل، وطالب المعارضة بالاستعداد لكل الاحتمالات. وأشارت مصادر المعارضة الى "ان الوسطاء الأوروبيين في عملية سلام "ايغاد" تتباين مواقفهم من اشراك التجمع". ونقلت "ان المبعوث البريطاني الن غولتي يرفض التجمع ولا يخفي تعاطفه مع الخرطوم، فيما يقف الوسيط النروجي مع اشراك التجمع بنسبة 100 في المئة، ويبدي الوسيط الأميركي تعاطفاً خفياً مع التجمع". وتختتم هيئة قيادة "التجمع الوطني" اليوم اجتماعات افتتحتها في أسمرا استمرت أربعة أيام.