استمرت الاتصالات امس بين الجهات المعنية بالتوصل الى حل للازمة السودانية، خصوصاً لمعاودة مفاوضات السلام التي توقفت مطلع الشهر بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق. وعلمت "الحياة" ان الرئيس الكيني دانيال اراب موي الذي ترأس بلادة الدورة الحالية لهيئة "السلطة الحكومية للتنمية" إيغاد التي ترعى المفاوضات، سيلتقي قرنق اليوم في نيروبي. وفي الاطار نفسه، سيصل الى الخرطوم مبعوثاً خاصاً من موي للقاء الرئيس السوداني عمر البشير الاسبوع المقبل. ويتوقع ان يعلن بعد هذا اللقاء موعد لاستئناف المفاوضات. في غضون ذلك، كشفت المعارضة السودانية وجود تحركات واتصالات بين أسمرا والخرطوموالقاهرة لإستكمال ترتيبات عقد لقاء بين الحكومة السودانية و"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في العاصمة الاريترية. واكدت مصادر قريبة الى المفاوضات السودانية ل"الحياة" امس، ان الرئيس موي سيلتقي اليوم قرنق في نيروبي للبحث في تطورات العملية السلمية في السودان بعد انسحاب الحكومة من المفاوضات. وترجح المصادر "ان يجدد موي طلبه من قرنق وقف الأعمال العدائية لتهيئة أجواء التفاوض". وكان موي دعا الطرفين بعد توقيع "بروتوكول مشاكوس" الأول في 20 تموز يوليو الماضي، الى ابداء حسن النيات ووقف الأعمال العدائية، كما جدد ممثل أمانة "ايغاد" في عملية السلام، الكيني الجنرال لازارواس سمبويو الطلب نفسه في بداية الجولة الثانية من المفاوضات. وفي الخرطوم، علم أن موي الذي أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس عمر البشير والتقى وفده المفاوض في نيروبي، سيوفد مبعوثاً خاصاً الى الخرطوم لاجراء محادثات يتوقع ان تنتهي بتحديد موعد نهائي لاستئناف المفاوضات بين الحكومة و"الحركة الشعبية"، بعد ايجاد تفاهم بينهما لتهيئة أجواء مناسبة بينهما. "التجمع" والحكومة من جهة اخرى، كشفت المعارضة السودانية وجود تحركات واتصالات بين أسمرا والخرطوموالقاهرة لإستكمال ترتيبات عقد لقاء بين الحكومة السودانية و"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في العاصمة الاريترية. واكدت المعارضة انها تتوخى الحذر في هذا الشأن، خصوصاً "من ألغام يزرعها النظام في محاولة للالتفاف حول بروتوكول مشاكوس بعد انسحاب الخرطوم من المفاوضات. وذكر رئيس وفد المعارضة المفاوض قائد قوات "التحالف السودانية" العميد عبدالعزيز خالد ل"الحياة" في أسمرا أنه "أجرى اتصالاً مع السلطات الاريترية وفقاً لتوجيهات رئيس التجمع الوطني محمد عثمان الميرغني لدفع المساعي الاريترية نحو عقد محادثات بين الحكومة والمعارضة في أسمرا". وقال أن الميرغني "اتصل بي عقب لقائه وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان في القاهرة والذي أبدى رغبة حكومته في دفع المساعي الاريترية" لترتيب اللقاء مع المعارضة. وأضاف: "ان الوزير اسماعيل ذهب إلى الخرطوم لإعداد وفد الحكومة المفاوض تمهيداً لعقد لقاء أسمرا"، لكن خالد اشار إلى حذر المعارضة من توقيت إعلان النظام للقاء، خصوصاً بعد انسحابه من المفاوضات مع "الحركة الشعبية". وقال: "إن النظام حوصر في مبادرة واحدة، وربما أراد ايجاد فرصة ليعدد مسارات التسوية السلمية وخلق عدد من المبادرات يرجح كل واحدة منها كلما ضاقت مساحة مناورته في الأولى... هناك ألغام يحاول النظام زرعها للالتفاف حول مشاكوس، فهو يريد أن يحاور الحركة في إيغاد وأن يحاول التجمع الشمالي في أسمرا". وشدد خالد على "أن التجمع الوطني مدرك إلى أنه ليس جزء من مشاكوس، لكنه يعمل على تطويرها مشاكوس ويرفض من حيث المبدأ مسألة تعدد المسارات أو أن يكون لقاء أسمرا بديلاً لمشاكوس". ونقل خالد "موافقة الوسيط الاريتري المبدئية على اللقاء مع التأكيد على أنه جزء من مبادرة ايغاد". على صعيد آخر، دانت "الحركة الشعبية" المضايقات والمساءلات التي حصلت أخيراً ضد صحافيين في الخرطوم على رأسهم عثمان ميرغني والحاج وراق والينيو اكيلو ونور الدين مدني. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" ان الحركة "لن تصل الى أي اتفاق مع نظام لا يحترم حقوق الانسان ولا يلغي القوانين المقيدة للحريات وقانون الطوارئ".