وصل الى الخرطوم مساء أول من أمس آتياً من القاهرة الدكتور كامل ادريس الوسيط السوداني في لقاء جنيف بين رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي ورئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي بعد عقده عدداً من اللقاءات مع قيادات فصائل "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في القاهرة. وينتظر أن يطلع ادريس القيادات السياسية في الخرطوم على نتائج اتصالاته مع قادة المعارضة الخارجية، وأن ينقل اليها رؤية "التجمع" للحل السلمي للأزمة السودانية. واجتمع ادريس مع ممثلي كل أحزاب المعارضة في القاهرة باستثناء زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني الذي أحجم عن عقد اللقاء. وأفادت تقارير في الخرطوم أن ادريس تلقى قبل وقت قصير من مغادرته القاهرة موافقة على عقد اللقاء مع الميرغني لكنه اعتذر عن عدم إتمام اللقاء ووعد ببدء ترتيبات أخرى في زيارة مقبلة للعاصمة المصرية. ووصف المعارضون السودانيون في القاهرة ادريس بأنه "وسيط نزيه ويحمل أفكاراً وتصوراً واضحاً لبرنامج عمل من خطوتين يشمل اجتماعين بين الحكومة والمعارضة وفقاً لجدول زمني لا يتجاوز نهاية العام الجاري وتكتمل خلاله عملية المصالحة والوفاق". واقترح الوسيط ان تكون جنيف مكاناً للاجتماع بين الحكومة والمعارضة. في القاهرة أجرى الميرغني اتصالات امس مع قادة المعارضة السودانية في القاهرة للاعداد لاجتماع هيئة قيادة التجمع المقرر بعد غد السبت في مقر الحزب الوطني الديموقراطي في وسط القاهرة بدلا من مبنى وزارة الزراعة. سيشارك في افتتاح الاجتماع الامين العام للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم الدكتور يوسف والي. وذكرت مصادر في المعارضة ان الاجتماعات ستستمر ليوم واحد وتليها اجتماعات اللجنة الخماسية والمسؤولين المصريين المعنيين بالملف السوداني للبحث في مستقبل الحل السياسي للمشكلة السودانية. وتضم اللجنة الخماسية الميرغني والمهدي ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق والناطق باسم التجمع فاروق ابو عيسى ورئيس التحالف الفيديرالي احمد ابراهيم دريج. ويلتقي وزير الخارجية المصري عمرو موسى خلال زيارته الى الجزائر التي تبدأ اليوم نظيره السوداني مصطفى عثمان اسماعيل للبحث في اقتراحات الوسيط السوداني لجهة عقد مؤتمر وطني لحل المشكلة السودانية.