يصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم إلى الجزائر في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدولتين. وتأتي زيارته في وقت يرتفع فيه مستوى التأييد للزعيم الديغولي في الشارع العربي الذي ينظر إليه باحترام، كونه يقف في وجه الولاياتالمتحدة ضد الحرب على العراق. ويبدو الرأي العام الجزائري أكثر معارضة للحرب المحتملة مما كان عليه في حرب الخليج عام 1991. وصرح ا ف ب شيراك في حديث نشرته أمس صحيفتا "الخبر" و"الوطن" الجزائريتان، بأن زيارته "ستؤكد رسمياً تعهد فرنسا بناء علاقة قوية وهادئة تسودها الثقة". وقال إن هذا التعهد يمر "اولاً بتعميق حوارنا السياسي". واضاف انه يجب بعد ذلك "دعم الجزائر في جهودها الاصلاحية"، مشيراً الى ان "فرنسا تؤمن بمستقبل الجزائر". واشار الى ان "خطوات عديدة" حصلت في اطار "تعميق الحوار". وشدد في شكل خاص على اهمية مشاركة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في القمة الفرنكفونية في بيروت في تشرين الاول اكتوبر الماضي، وهي الاولى من نوعها لرئيس جزائري في هذا الاطار. واعتبر ان "بناء علاقات فرنسية - جزائرية جديدة، يعني ايضاً تعزيز وجود المؤسسات الفرنسية في الجزائر وهو أمر يعبر عن الثقة بمستقبل البلاد". وقال "يجب مواصلة هذه الانطلاقة وتشجيع الاستثمارات الفرنسية في الجزائر". وعن مكافحة الارهاب، قال شيراك ان "التعاون بين البلدين في المجال الامني يعود الى زمن بعيد". واضاف ان "التعاون بن بلدينا لمكافحة الارهاب الدولي جار في الاطار الذي حددته الاممالمتحدة"، وان فرنسا تدرس طلبات الجزائر المتعلقة "بالتجهيزات العسكرية كل حالة على حدة، ووفق آلياتنا الخاصة". واشار الى ان "فرنساوالجزائر تقيمان حواراً حول الصحراء الغربية تسوده الصداقة والثقة". وتابع "انا واثق بوجوب البحث عن حل سياسي واقعي بين الاطراف لايجاد حل لهذا النزاع الذي يؤخر الوحدة المغاربية". وتطالب جبهة "بوليساريو" المدعومة من الجزائر، باستقلال الصحراء. وقال شيراك ان فرنسا تعتبر انه ينبغي على "بوليساريو" ان تباشر فوراً إطلاق 1160 أسير حرب مغربياً ما زالوا موجودين لديها، وان هذا واجب عليها بموجب القانون الدولي و"يمثل بادرة انسانية مهمة تجد ترحيباً لدى الاسرة العالمية". "حاكم الجزائر" وتفتتح زيارة شيراك اليوم ببادرة رمزية تتمثل بتسليم الرئيس الفرنسي نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ختم "حاكم الجزائر" الذي يعود للقرن السابع عشر، وهو عبارة عن سلسلة فضية تحمل آيات قرآنية كان المارشال الفرنسي بورمون تسلمها في سنة 1830 عندما قاد القوات الفرنسية إلى الجزائر بعد استسلام حاكمها. ويتوجه شيراك بعدها لوضع إكليل من الزهور أمام ضريح الشهداء الذين سقطوا في حرب الاستقلال الجزائرية. وتجدر الاشارة إلى أن شيراك نفسه كان في سنتي 1956 و1957 في عداد العسكريين الفرنسيين في الجزائر، حيث تولى منصب ضابط مساعد، وقاتل في منطقة وهران وقرب الحدود مع المغرب. وينتظر الجانبان الجزائري والفرنسي الكثير من هذه الزيارة التي قالت عنها الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا إنها ترد على من يرغب بتصادم الحضارات، عبر اظهار نهج الاحترام المتبادل والحوار والاهتمام بالغير. وعلى رغم أن هذه الزيارة يريدها الجانبان تكريساً للتلاقي والمصالحة، فإن بعض الأوساط، وبينها رئيس الحكومة الجزائري السابق السيد سيد أحمد غزالي، يرى أن زيارة شيراك "على رغم الترحيب بها، إلا أنه ينبغي ألا تؤدي إلى وهم بأن نتائجها ستكون بمثابة المصالحة التي حصلت بين فرنسا والمانيا سنة 1963". ورأى غزالي ان المشاكل بين البلدين ما زالت كبيرة وينبغي العمل فعلاً على تخطيها، وان اقامة "سنة الجزائر" في فرنسا مثلما يجري حالياً، ليست فعالة طالما أنها لا تشكل استكمالاً لتطور مهم بين الجزائروفرنسا. وأضاف ان ما يحصل حالياً "يندرج في إطار مرحلة ظرفية". إلى ذلك، تدرك السلطات الفرنسية أن الصعوبات كبيرة بين البلدين وان هذه الزيارة تشكل دفعة إلى الأمام من أجل البدء بايجاد حلول للمشاكل العديدة القائمة ومنها أن الجزائر لا تزال تشهد أعمالاً ارهابية على رغم تحسن الأوضاع عموماً فيها. وفي الوقت نفسه، فإن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت "لا تزال بطيئة". والمشكلة الثانية الكبير تتمثل في التأشيرات التي يحصل عليها الجزائريون، بعدما قلصت فرنسا عددها في السنوات الماضية نتيجة انتشار الإرهاب في الجزائر ثم عادت وزادت عددها التأشيرات في سنة 1997 بثلاثة أضعاف لتصل إلى 183 ألف تأشيرة سنوياً. لكن السلطات الفرنسية تقر بأنها لم تعد كما كانت عليه في بداية التسعينات. جبهة القوى الاشتراكية الى ذلك ا ف ب اصبح جودي معمري السكرتير الاول الجديد لحزب جبهة القوى الاشتراكية بعدما عينه الجمعة رئيس الحزب حسين ايت احمد. ويحل معمري بذلك محل احمد جداعي الذي أدار شؤون الحزب منذ كانون الاول ديسمبر 2001. قضية مقتل النائب بن بارة وفي باريس أ ف ب أفاد مصدر قضائي ان اتهاماً بالقتل وجه الجمعة في باريس إلى والدة وشقيقة عشيقة النائب الجزائري عبدالمالك بن بارة الذي قتل في 9 كانون الثاني يناير في نانتير في فرنسا. وأوضح المصدر ان والدة وشقيقة لويزا بيناكلي عشيقة النائب اعترفتا خلال التحقيق معهما بأنهما قتلتا بن بارة بسكين من ادوات المطبخ. وأمر قاض مختص بوضعهما قيد التوقيف الاحتياطي. كما وجهت القاضية اميلي بيتيل من جهتها في باريس اتهاماً لأحد ابناء شقيقة لويزا بيناكلي باخفاء معالم الجريمة في مكان حصولها.