يبدأ الرئيس جاك شيراك غداً الخميس زيارة للمغرب تشكل ما يمكن وصفه ب"رسالة تضامن" فرنسية مع الجار المغربي. وهي تأتي ضمن زياراته المغاربية بعد زيارته الجزائر في الصيف الماضي، وزيارته المقبلة لتونس يسن 3 و6 كانون الأول ديسمبر المقبل لحضور قمة "5"5". فعلى الصعيد الداخلي، يواجه المغرب تحدي الفقر الاجتماعي والإرهاب. ويواجه على الصعيد الخارجي موضوع الصحراء الغربية الذي لم يجد حلاً له بعد. وعلى رغم التصويت على قرار لمجلس الأمن يخول مبعوث الأممالمتحدة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر العمل على ايجاد حل يكون مرضياً لأطراف النزاع، فإن الوضع لا يزال يراوح في مكانه في ظل تعذر الوصول إلى صيغة حل مقبولة. ويصل شيراك غداً إلى فاس برفقة زوجته برناديت ويلتقي العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل أن ينتقل إلى طنجة وينهي زيارته في الرباط السبت المقبل. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان محمد السادس حصل خلال لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في نيويورك على تطمينات أميركية، مفادها أن الإدارة لن تفرض حلاً لقضية الصحراء الغربية لا يرضي المغرب. وكان المغرب أعرب عن قلق كبير من احتمال أن تكون الولاياتالمتحدة اختارت الجزائر شريكاً استراتيجياً لها في المنطقة، بعد موافقة السلطات الجزائرية على اقتراحات بيكر حول الصحراء، وضغطها على جبهة "بوليساريو" للموافقة عليها. ومعروف أن المغرب يرفض مبدأ الاستقلال الذي يشكل البديل الثالث الذي يقترحه بيكر في إطار الاستفتاء الشعبي حول الصحراء. وذكرت المصادر أن خطة بيكر تنص على ثلاثة بدائل هي أولاً اندماج الصحراء بالمغرب، وثانياً الحكم الذاتي، وثالثاً الاستقلال. وان المغرب يوافق على البديلين الأولين ويعترض على البديل الثالث الذي وافقت عليه الجزائر. وأشارت المصادر إلى أن هناك أيضاً عدداً من الاجراءات التي اقترحها بيكر ويعتبر المغرب أنها غير مقبولة. وترى باريس أنه لا يمكن فرض أي حل لهذه القضية ما لم يرض عنها الجانبان. وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أبدى، عقب لقاء عقده مع شيراك في باريس الأسبوع الماضي، انفتاحاً للتوصل إلى حل مع المغرب حول الصحراء. لكنه أكد أنه لا يمكن للجزائر أن تتخلى عن المبادئ التي تتمسك بها حق تقرير المصير للصحراويين، وأن على الدول المهتمة بالملف ومنها فرنسا واميركا ان تبذل الجهود للبحث عن حل. وتعتبر باريس أن الحل ينبغي أن يتيح الفرصة لتنفيذ مبدأ تقرير المصير، وأن يحظى بموافقة المغرب الذي يؤيد هذا المبدأ، لكنه يطالب بضمانات تؤمن الحماية من التدخل الجزائري. ولدى المغرب تخوف من التقارب الأميركي - الجزائري، ربما دفعه على استقبال وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم، بحيث يؤكد للطرف الأميركي ان من مصلحته أن يكون لديه في منطقة المغرب شريك على غرار شريكيه في المشرق، مصر والأردن، ملتزم بمسيرة السلام في الشرق الأوسط.