تمكّن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد معركة واسعة النطاق استمرت أيامًا، وشهدت عمليات زحف من ثلاثة محاور رئيسية. وتأتي هذه الخطوة لتعزز تقدم الجيش السوداني في مناطق أخرى، وسط اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة في العاصمة الخرطوم. وتعد استعادة ود مدني خطوة مفصلية في تعزيز سيطرة الجيش السوداني على المناطق الاستراتيجية في البلاد، في ظل استمرار الصراع الذي يدخل شهره العاشر بلا أفق سياسي واضح لإنهاء الأزمة. تحركات ميدانية وبدأت القوات المسلحة السودانية حملتها الأخيرة لاسترداد ود مدني عبر محاور شرقية من مدينة الفاو بولاية القضارف، وجنوبية من ولاية سنار، وغربية من مدينة المناقل. وأسفرت هذه التحركات عن استعادة عدة بلدات ومدن على طول خطوط المواجهة، قبل نجاح القوات في عبور جسر حنتوب والوصول إلى عمق المدينة. اشتباكات عنيفة وفي مدينة بحري شمال الخرطوم، واصل الجيش تقدمه مستعيداً معظم أحيائها الشمالية، بما فيها الحلفايا وشمبات والكدرو. كما نجح في التقدم إلى منطقة المقرن بوسط العاصمة، التي تضم القصر الرئاسي، وسط مقاومة شرسة من قوات الدعم السريع. وتحاول قوات الدعم السريع الحفاظ على مواقعها في وسط وجنوب الخرطوم عبر استخدام المدفعية الثقيلة والقناصة المتمركزين في المباني المرتفعة، مما أدى إلى نزوح واسع للمدنيين من هذه المناطق. أزمة إنسانية وتستمر الاشتباكات منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا لتقديرات الأممالمتحدة. وتشير أبحاث جامعات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفًا.