قالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا أمس ان زيارة الرئيس جاك شيراك للجزائر غداً الأحد تهدف الى فتح صفحة جديدة من تاريخ مشترك اتسم أحياناً كثيرة بالمأسوية، وتكريس التلاقي بين البلدين. وأضافت كولونا في معرض تقديمها للزيارة أمام عدد كبير من الصحافيين الفرنسيين والعرب الذين يرافقون شيراك خلال زيارته التي تستمر حتى 4 آذار مارس، ان الزيارة تؤكد التزام فرنسا بفتح علاقة قوية مع الجزائر ترتكز الى الثقة والصداقة والتضامن. وأكدت ان شيراك سيوجه رسائل بهذا المعنى عبر خطابه أمام مجلس النواب الجزائري وفي كلماته المختلفة التي تتخلل الزيارة. ورأت ان الزيارة تشكل خطوة أساسية في اطار تجاوز الماضي وبناء المستقبل المترابط بين دولتين متجاورتين وقريبتين مرتبطتين بالتاريخ. وقالت ان العلاقات بين فرنساوالجزائر عميقة ومعقدة و"لدينا تاريخ مشترك من المآسي والجروح وأيضاً صفحات سعيدة". وتابعت ان فرنسا لا تريد أن تنسى الماضي أو تنكره أو تغيبه، وأن الوقت قد حان الآن بعد استعادة الصداقة والثقة للتطلع الى المستقبل بهدوء والعمل على إرساء شراكة حقيقية بناء على الرغبة المتبادلة بين شيراك والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ومضت تقول ان شيراك سيوضح أمام البرلمان الجزائري الخطوط العريضة لهذه الشراكة وأنه وبوتفليقة سيوقعان الأحد بياناً سياسياً يحدد أسس هذه الشراكة، ومن أبرزها الحوار السياسي المنتظم والتعاون الثنائي في خدمة الاصلاح وعلاقات اقتصادية معمقة، وتسهيل حصول الجزائريين على تأشيرات. وذكرت ان فرنسا ضاعفت عدد التأشيرات للجزائريين منذ سنوات وتتوقع من الجانب الجزائري تسهيل امكان زيارة المواطنين الفرنسيين وتحديداً ابناء الحركيين منهم للجزائر. وأكدت انه في اطار الحرص على تعزيز الحوار على أعلى المستويات سيتخلل الزيارة اعلان عن قمة ثنائية سنوية بين رئيسي البلدين. وأشارت الى المبادرات القوية التي أقدم عليها بوتفليقة باتجاه فرنسا مثل مشاركته في القمة الفرانكوفونية في بيروت والقمة الفرنسية - الافريقية الاخيرة في باريس. وقالت ان المواضيع التي ستثار خلال الزيارة تتناول العراق والشرق الأوسط وأيضاً الصحراء الغربية، حيث ان فرنسا تؤيد خطة الأممالمتحدة لحل هذه القضية وتتمنى التقارب بين الجزائر والمغرب، بعد التقدم الذي أحرز بين الدولتين على هذا الصعيد. وبرنامج شيراك في الجزائر حافل بذكريات تاريخية وزيارات رمزية الى مدفنين مسيحي ويهودي. وسيعيد الرئيس الفرنسي الى نظيره الجزائري ختماً كان يستخدمه حاكم الجزائر في القرن السابع عشر. وسيزور شيراك مجدداً حي باب الواد في العاصمة ويتوجه الى وهران غرب حيث يزور جامعتها ويلقي كلمة أمام طلابها. ويرافق شيراك زوجته برناديت وابنته كلود وكبار المسؤولين الفرنسيين من وزراء ومستشارين في الرئاسة وعدد كبير من رؤساء الشركات الفرنسية منها "توتال فينا الف"، اضافة الى فنانين فرنسيين من أصل جزائري.