وسط تغييرات كبيرة في المشهد السياسي بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد. أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن جهاز المخابرات العامة السوري نجح في إحباط مخطط لتنظيم داعش كان يستهدف تفجير مزار شيعي في دمشق. وجاء الإعلان عن إحباط الهجوم في سياق جهود القيادة الجديدة في سوريا لطمأنة الأقليات الدينية. وبحسب مسؤول أمني لم تُكشف هويته، تم اعتقال أفراد الخلية التابعة للتنظيم، وأكد أن المخابرات السورية «تبذل كل إمكانياتها لحماية الشعب السوري بكل أطيافه من الإرهاب». تعزيز الطمأنينة وهيئة تحرير الشام، التي تقود الآن البلاد بعد الإطاحة بالأسد، تُعد جماعة سنية ومنذ توليها السلطة، أطلق زعيمها أحمد الشرع دعوات للتعايش بين مختلف الطوائف الدينية. ويُعد إحباط هذا الهجوم رسالة قوية من القيادة السورية الجديدة بأنها جادة في التصدي للتنظيمات الإرهابية مثل داعش، والعمل على حماية وحدة المجتمع السوري وتعزيز الاستقرار في البلاد بعد سنوات من الصراع. تكنيك جديد ويرى محللون أنه يجب اتباع تكنيك جديد لوقف داعش؛ حيث أسهمت العديد من الجهود السابقة في تقويض قوة تنظيم داعش بشكل كبير، إلا أن تحديات الخلايا النائمة وعدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية تظل عوامل تؤثر على استكمال القضاء عليه تمامًا. تعاون جديد وفي سياق آخر، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق للقاء أحمد الشرع. اللقاء تناول قضايا التعاون المشترك بين البلدين، بما في ذلك ترسيم الحدود ومكافحة التهريب عبر المعابر غير الشرعية. وأكد ميقاتي خلال تصريحاته للصحافيين أن «ضبط الحدود ووقف التهريب هو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني في كلا البلدين». مزارع شبعا ومن بين القضايا التي نوقشت، مسألة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل وتعتبرها الأممالمتحدة جزءًا من سوريا، بينما تصر بيروتودمشق على تبعيتها للبنان. ردًا على أسئلة حول ترسيم الحدود في تلك المنطقة، قال الشرع إن «القضية معقدة ولا يمكن حلها دفعة واحدة»، مشيرًا إلى أهمية التركيز على القضايا الأكثر إلحاحًا في المرحلة الحالية. تسهيل العبور وتطرق الشرع أيضًا إلى مسألة العبور الحدودي، حيث أعرب عن أمله في تسهيل حركة المواطنين اللبنانيين إلى سوريا، مشددًا على أهمية تعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين الشعبين. أبرز جهود مكافحة تنظيم داعش في سوريا: 1. العمليات العسكرية المباشرة شنت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها، إضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من التحالف الدولي، حملات عسكرية واسعة النطاق للقضاء على وجود تنظيم داعش في مناطق سيطرته الرئيسية. استعادة مدن إستراتيجية مثل الرقة ودير الزور، التي كانت معاقل رئيسية للتنظيم. 2. التعاون مع التحالف الدولي تلقت القوات المحلية السورية دعمًا جويًا ولوجستيًا من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لملاحقة قيادات التنظيم وتدمير بنيته التحتية. استهداف قيادات داعش بغارات جوية دقيقة، مما أسهم في إضعاف الهيكل القيادي للتنظيم. 3. ضبط الحدود والممرات تعزيز الرقابة على الحدود السورية مع العراق لمنع تسلل مقاتلي التنظيم وإمداداتهم. تدمير الأنفاق والطرق غير الشرعية التي استخدمها داعش للتهريب والتحرك بين سورياوالعراق. 4. ملاحقة الخلايا النائمة تكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية لتعقب الخلايا النائمة التابعة لداعش، خصوصًا في المناطق المحررة. إحباط هجمات إرهابية خطط لها التنظيم، مثل الهجوم الأخير على مزار السيدة زينب في دمشق. 5. تفكيك التمويل والإمداد استهداف موارد التنظيم الاقتصادية، بما في ذلك حقول النفط التي سيطر عليها، وطرق التهريب التي كانت مصدر دخل رئيسي له. مصادرة أموال وأسلحة استخدمها التنظيم لتمويل عملياته. 6. التعاون الإقليمي والدولي التعاون مع دول الجوار (خاصة العراق) لتبادل المعلومات الاستخباراتية وملاحقة قادة داعش عبر الحدود. تعزيز الحوار مع الدول الكبرى لضمان استمرار الجهود المشتركة ضد التنظيم. 7. إعادة تأهيل المناطق المحررة إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم. تقديم الدعم الإنساني والخدمات الأساسية لإعادة الحياة الطبيعية ومنع استغلال السكان.