أجرى الرئيس الفرنسي جاك شيراك محادثات مع مبعوث الاممالمتحدة الى الصحراء الغربية وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر. وجرت المحادثات في لقاء منفرد في قصر الاليزيه في حين أُلغي الموعد بين بيكر ووزير خارجية فرنسا هوبير فيديرين. وتدخل محادثات شيراك وبيكر في اطار المساعي التي يقوم بها الموفد الدولي لتحريك عملية السلام في الصحراء الغربية. وعلمت "الحياة" ان تنسيقاً فرنسياً - اميركياً يجري في شأن مسعى بيكر. وتقول مصادر فرنسية مطلعة "ان ايجاد الحل للنزاع متروك لجهود بيكر. لكن الاتصالات والعلاقات الوثيقة التي تربط الرئيس الفرنسي بالملك محمد السادس والزيارة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لفرنسا في منتصف حزيران يونيو المقبل من شأنها ان تساعد" في الجهود المبذولة لتسوية النزاع الصحراوي. ويعتقد الجانبان الفرنسي والاميركي ان الحل يكون بحوار بين المغرب وجبهة "بوليساريو" التي تؤيدها الجزائر، ينتهي الى اعطاء الصحراء الغربية نوعاً من الاستقلال الذاتي، ولكن تحت السيادة المغربية. ويمتنع الجانبان الاميركي والفرنسي عن الاعتراف بوجود لمثل هذا السيناريو لادراكهما "حساسية" المسألة بالنسبة الى الجزائر. وترى مصادر ديبلوماسية غربية ان بعض المسؤولين العسكريين الجزائريين يعارضون تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب ولا يحبّذ التقارب الذي كان بدأه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع محمد السادس. وكانت اوساط فرنسية مطلعة نقلت عن شيراك ارتياحه ل"السلام الحار" الذي تبادله خلال قمة القاهرة الافريقية - الاوروبية مع الرئيس بوتفليقة والملك محمد السادس. وقالت ان شيراك يشجع الملك المغربي على التقارب مع الجزائر. وكان بيكر رويترز صرح في مدريد قبل انتقاله امس الى باريس، ان الجهود المبذولة للتوصل الى تسوية في شأن الصحراء الغربية تواجه "متاعب بل انها تواجه متاعب كبيرة". لكنه قال ان خطة السلام "لم تمت". واضاف ان الخطة "دخلت مرحلة اخرى الآن في خلافات شديدة الصعوبة بين الاطراف … من الصعب جداً التوصل الى اجماع". وسافر بيكر خلال الايام القليلة الماضية الى الصحراء الغربية والجزائر والمغرب ثم اضطر الى الغاء رحلة الى موريتانيا بسبب مرضه قبل ان يزور مدريدوباريس.