في زوايا الحياة الملتوية وبين طرقاتها المتشابكة يكمن «الشر» كأفعى تنتظر لحظة الانقضاض غير مكترثة بمن يكون ضحيتها، سواء كان قويًا أو ضعيفًا؛ فالشر لا يميز ولا يرحم. ومع ذلك، يظل القرار بيد الإنسان: هل يواجه الشر أم يتجنبه؟ هنا تتجلى حكمة المثل: «ابعد عن الشر وغنِي له». البعد عن الشر ليس ضعفًا، بل مهارة يكتسبها من فهموا أن الحياة ليست ساحة معارك، بل رحلة تحتاج إلى اتزان القلب وسلامة العقل. أما «الغناء» في هذا السياق فهو يشير إلى القدرة على تهدئة المواقف الصعبة وتجاوزها بطريقة مرنة. حين تغنِي، فإنك تبعث برسالة إلى نفسك أولًا ثم إلى العالم: أنك لن تكون أسيرًا لمزاج اللحظة الراهنة، ولن تسمح للشر بأن يفرض قوانينه عليك. ولأن الحياة لا تخلو من المواقف المستفزة، فإن الحكمة في إدراك متى تكون المواجهة ضرورة، ومتى يصبح التجاهل انتصارًا؛ فالتجاهل الواعي هو أسمى أشكال القوة، حين تقرر أن تدير وجهك جانبًا عن صراعات لا تثمر إلا ألمًا وحقدًا وغيضًا.