دعا مبعوث أميركي اسرائيل والفلسطينيين أمس إلى اتخاذ خطوات حقيقية لتحريك خطة "خريطة الطريق" للسلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وقال دايفيد ساترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، رداً على أسئلة الصحافيين عن "خريطة الطريق" عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع: "نحن نأمل بشدة في ان يتسنى اتخاذ خطوات ملموسة من جانب كل الأطراف في شأن كل الأمور اللازمة لاستعادة التقدم". وقال قريع من جهته للصحافيين، عقب الاجتماع، أنه بحث مع ساترفيلد في "الوضع القائم وإمكان تحريك مشكلتي بناء جدار الفاصل والاستيطان وما تحدثانه من مشكلات حقيقية وكذلك اجتماع الدول المانحة". وردا على سؤال عن تصريحات الرئيس جورج بوش في شأن تغيير القيادة الفلسطينية، قال قريع "أن الشعب الفلسطيني هو الوحيدالمخول اختيار قيادته". ومن المقرر ان يلتقي المبعوث الاميركي اليوم دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، إضافة الى رئيس جهاز "شين بيت" الأمن الداخلي آفي ديشتر، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال اهارون زئيفي، وفق ما أوضحت المصادر الاميركية. واتهم ساترفيلد، في تقويم أعده لعرضه على الأطراف الراعية ل"خريطة الطريق" الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، إسرائيل بأنها لم تخفف قيود التنقل المفروضة على الفلسطينيين. ويبدو أن الخطوة الأولى من أجل تحريك "خريطة الطريق" والمتمثلة بعودة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، لا تزال متعثرة. وقال قريع في تصريحات للصحافيين إنه لم يتحدد بعد موعد لقائه مع شارون. كما استبعدت الإذاعة الإسرائيلية عقد الاجتماع هذا الاسبوع، لكنها أشارت إلى أن المسؤولين يعتزمون عقد اجتماعات تحضيرية. وصرح حسن أبو لبدة رئيس ديوان مجلس الوزراء الفلسطيني بأنه سيقابل فايسغلاس لمحاولة التنسيق لعقد قمة بين قريع وشارون. وكان قريع حذر في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية نشرتها الجمعة من ان الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية سيقضي على خطة السلام. وكان شارون لمح إلى أنه في حال فشل محادثات السلام، فقد يخلي، من جانب واحد، بعض المستوطنات اليهودية، ويضع حدوداً لدولة فلسطينية تتمثل في الجدار الذي يغوص مساره المقرر في عمق أراضي الضفة الغربية، كي يضم التجمعات الاستيطانية. وفي غزة، أكد نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس ياسر عرفات، التزام الفلسطينيين ب"خريطة الطريق"، لكنه أضاف ان تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم عن استئناف فوري وغير مشروط للمفاوضات "غير جادة". ودعا أبو ردينة اللجنة الرباعية إلى "العمل على تنفيذ خريطة الطريق ووقف بناء جدار الفصل العنصري ووقف العدوان اليومي وتمكين الشعب الفلسطيني من اجراء انتخابات برلمانية وبلدية بأسرع وقت". واتهم الحكومة الاسرائيلية ب"تعطيل عملية السلام ووضع العراقيل أمام الحكومات الفلسطينية، بما فيها حكومة محمود عباس "ابو مازن" السابقة، والتهرب من تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات الدولية كذلك اضاعة الوقت". وكان بوش صرح ليل الجمعة - السبت ان "إسرائيل يجب ان تدرك ان عليها ألا تتخذ قرارات تصعب اقامة دولة فلسطينية"، مؤكداً أن وجود "دولة فلسطينية من مصلحة إسرائيل ومن مصلحة الشعب الفلسطيني المسكين الذي يعيش معاناة". من جهته، قال صائب عريقات الوزير المكلف شؤون المفاوضات لوكالة "فرانس برس" إن بوش "يدرك تماماً من الذي يعرقل إعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي. إنها الحكومة الاسرائيلية التي تبني جدار الفصل العنصري وتواصل التوسع الاستيطاني والاعتداءات والاقتحامات والحصار". وأكد أن الجانب الفلسطيني "على استعداد دائم لتحمل مسؤولياته"، مشدداً على ضرورة "وقف اجراءات احادية الجانب تتخذها الحكومة الاسرائيلية". ورأى عريقات أن "من يلتزم بخريطة الطريق عليه وقف التوسع الاستيطاني، بما في ذلك التوسع الطبيعي وتفكيك البؤر الاستيطانية وانهاء الحصار وإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير في القدس". وعن اللقاء المرتقب بين قريع وشارون، قال عريقات: "لم يتم حتى الآن تحديد موعد لهذا اللقاء". وكان شالوم، الذي يقوم بزيارة لواشنطن، أكد في ختام لقاء مع وزير الخارجية كولن باول ان اجتماعهما تناول "وسائل استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين". وعبر عن تأييده لاستئناف هذه المفاوضات "فوراً ومن دون شروط مسبقة". وقال إنه عرض لباول مشاريع شارون لإزالة مستوطنات يهودية في إطار اجراءات "من جانب واحد".