سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريطانيا تؤيد "خفضاً ملموساً" لديون العراق ... وفرنسا تطالب بعدم استبعاد أي طرف من عقود إعادة الإعمار . بوتين يحذر أميركا من الإنسياق وراء فكرة الإمبراطورية التي "لا تقهر"
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة من التفكير بأنها امبراطورية "لا تُقهر"، وذلك قبل لقاء عقده مع المبعوث الاميركي الخاص جيمس بيكر الذي يقوم بجولة لإقناع الدول الدائنة للعراق بخفض ديونها الخارجية. فيما أيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "خفضاً ملموساً" لتلك الديون في إطار نادي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان انه يجب "عدم حرمان" أي طرف في الأسرة الدولية من المشاركة في إعادة إعمار العراق. وحذر بوتين الولاياتالمتحدة أمس، قبل بضع ساعات من اجتماعه مع جيمس بيكر، من الانسياق وراء اسلوب تفكير امبراطوري يجعلها تشعر بأنها قوة لا تقهر في العراق. وسئل في برنامج تلفزيوني يتلقى فيه الاسئلة من المواطنين عما اذا كان العراق قد يتحول الى "فيتنام أخرى" للأميركيين، فأجاب أن القوى الكبرى والامبراطوريات كثيراً ما تقع فريسة الشعور بأنها قوة "عظمى لا تقهر". وتابع بوتين الذي عارض الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق في آذار مارس الماضي: "آمل في شدة الا يحدث ذلك لشركائنا الاميركيين". واجتمع بوتين لاحقاً مع بيكر لسماع اقتراحات اميركية لخفض الدين الخارجي للعراق في عهد الرئيس المعتقل صدام حسين. والعراق مدين بنحو ثمانية بلايين دولار لروسيا غالبيتها يتعلق بمبيعات اسلحة في عهد صدام. وتحرص موسكو على حماية مصالحها في العراق بخاصة العقود التي وقعتها لتطوير حقول نفط هناك. وفي لندن، أيد رئيس الوزراء البريطاني بلير ضرورة اجراء "خفض ملموس" لديون العراق في اطار نادي باريس خلال عام 2004. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء عقب محادثات بلير مع جيمس بيكر: "تتفق المملكة المتحدة تماماً مع ضرورة اجراء خفض ملموس لديون العراق. وستبحث المملكة المتحدة مسألة الديون العراقية مع شركائها الدوليين من اجل تحقيق هذا الهدف المشترك". وأوضح الناطق ان ديون العراق المستحقة للمملكة المتحدة تبلغ مبدئياً 620 مليون جنيه 1.1 بليون دولار، يُضاف اليها 525 مليون جنيه فائدة. وفي باريس، قال جان بيار جوييه، رئيس "نادي باريس للدول الدائنة"، امس ان العراق بحاجة لقيادة معترف بها دولياً من أجل توقيع اتفاق لتخفيف اعباء الديون مع النادي. وقال ان اجمالي الديون الاجنبية على العراق يقدر بما بين 115 و120 بليون دولار وانه يأمل بالتوصل الى اتفاق لتخفيف اعباء الديون قبل نهاية 2004. وقال جوييه ان احتياجات العراق ينبغي ان يقيمها صندوق النقد الدولي قبل التوصل الى اتفاق في شأن الديون مع نادي باريس الذي يضم 19 دولة تطالب بالحصول على حوالي 40 بليون دولار من العراق. وأشار في مقابلة مع راديو "بي.اف.ام" الى ضرورة وجود قيادة عراقية ذات سيادة قادرة على توقيع اتفاقات طويلة الاجل لتسوية الديون. وقال: "نادي باريس سيوافق على اتفاق مع العراق بمجرد تبوؤ سلطة عراقية موقعها والاعتراف بها دولياً وعندما يحدد صندوق النقد الدولي حجم التخفيف المطلوب لاعباء الديون". ويرأس جوييه قسم الخزانة في وزارة المال الفرنسية ويتولى الى جانب ذلك منصب رئيس المفاوضات بين الدائنين والدول المدينة في نادي باريس. وهو رفض مطالب بعض الجماعات غير الحكومية باعتبار ديون العراق "ديوناً كريهة" حصلت عليها قيادة غير مشروعة وهو مبدأ يعني ان البلايين التي اقترضها العراق لن تعتبر اصلاً ديونا عليه. وقال: "هذه ليست رؤية نادي باريس". وأعلنت الولاياتالمتحدةوالمانيا وفرنسا وايطاليا استعدادها لتخفيف اعباء ديون العراق والسعي الى إبرام اتفاق لتسويتها العام المقبل. إعادة الإعمار واعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان الاسرة الدولية بكاملها "يجب ان تتمكن من المشاركة" في اعادة اعمار العراق. وقال خلال لقاء مع "جمعية الصحافة الديبلوماسية الفرنسية" في باريس: "دعونا نعمل من أجل أن تتمكن الاسرة الدولية برمتها من المشاركة في اعادة الاعمار بدون تحريم مشاركة هذا او ذاك". وتابع: "نود الاعتقاد بأن ذهنية الانفتاح والروح الجماعية ستتغلبان خلال هذه المرحلة الجديدة". وقال: "اننا مستعدون للمشاركة في جميع المشاورات وكل الاجتماعات التي ستسمح بتوطيد وتحديد مراحل" العملية السياسية واعادة الاعمار. واعلنت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي استبعاد الدول التي عارضت الحرب على العراق، ومن بينها المانيا وكندا والصين وفرنسا وروسيا، من استدراجات العروض للعقود الرئيسية في اعادة اعمار هذا البلد. وفي واشنطن، بررت الادارة الاميركية ليل الاربعاء - الخميس ارجاء مؤتمر حول عقود اعادة اعمار العراق بالقول ان الملف معقد. واكد مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ان ارجاء المؤتمر حول عقود اعادة الاعمار الثلثاء مرتبط بأهمية القرار. واوضح "انها مبالغ كبيرة جداً وعملية مهمة جداً ونريد التأكد من انها ستسير في شكل صحيح". واكد ارميتاج ان ارجاء المؤتمر الى كانون الثاني يناير ليس مرتبطاً بنتائج الجولة التي يقوم بها حالياً وزير الخارجية السابق جيمس بيكر لاقناع الدول الاوروبية بتخفيف عبء الديون العراقية. وعبر عن تفاؤله لتطور العلاقات الاوروبية - الاميركية. وقال: "علينا الاعتراف بأنه كانت هناك مناقشات حادة حول مسألة العراق وحول نشاطاتنا هنا".