قال الموفد الخاص للرئيس جورج بوش المكلف ملف ديون العراق جيمس بيكر عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أمس، انهما اتفقا على تخفيف عبء الدين العراقي في إطار "نادي باريس" سنة 2004. وان هناك اتفاقاً على التوجه المؤدي إلى هذا الهدف، وعلى "معايير هذه المسألة... وعلى اهمية العمل معاً لإعادة اعمار العراق". وذكرت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاثرين كولونا أن فرنساوالولاياتالمتحدة متفقتان على ايجاد سبل خفض الدين العراقي سنة 2004 استناداً الى الاجراءات المعتمدة في "نادي باريس". وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان أكد لدى استقباله وفد مجلس الحكم العراقي برئاسة عبدالعزيز الحكيم استعداد فرنسا للبحث في إلغاء جزء من الدين المترتب على العراق في إطار "نادي باريس" لدى توافر الشروط المطلوبة لذلك. وبموجب الاجراءات المعتمدة في "نادي باريس"، فإن المفاوضات على خفض ديون بلد ما ينبغي أن تجري مع دولة سيدة ومستقلة، وأن يسبق ذلك اتفاق بين هذه الدولة وصندوق النقد الدولي. وكان وزراء المال للدول الصناعية الثماني الكبرى قرروا في تموز يوليو الماضي تجميد الديون العراقية حتى نهاية سنة 2004. وفي برلين، حيث يتوقع أن يكون جيمس بيكر وصلها في وقت متقدم من مساء أمس، ربطت وزيرة التعاون الاقتصادي والانماء هايدي ماري فيتشوريك تسويل بين البحث في مسألة الديون وقرار واشنطن استبعاد الشركات الالمانية والفرنسية والروسية من صفقات اعادة الاعمار في العراق وقالت في حديث الى مجلة "دير شبيغل": "يتوجب على بيكر الا ينتظر في مسألة الديون اي نتيجة اذا لم تتراجع الولاياتالمتحدة عن قرارها المتعلق بموضوع الصفقات". اما نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديموقراطي غيرنوت ايرلر فأيد اعادة جدولة الديون، لكنه رفض الغاء قسم منها، مشيراً الى الوضع الاقتصادي الصعب في المانيا. وقال: "في الوقت الذي تُفرض على المواطنين تخفيضات في القطاع الاجتماعي لا يمكن لالمانيا تقديم هبات بالبلايين". ودعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر الى البحث في موضوع قرار الاستبعاد الاميركي مع بيكر وربطه بمسألة الديون. وكان مستشار شرودر الخاص للشؤون الاميركية كارستن فويجت عبر أمس عن تشاؤمه إزاء طلب الولاياتالمتحدة من المانيا خفض ديون العراق، وقال في تصريحات الى اذاعة ألمانيا إن "هذا الطلب يأتي من دولة كانت تقول قبلا إن إعادة إعمار العراق يمكن أن تمول كلياً من عائدات النفط العراقي". وتأمل المانيا باستغلال محادثاتها مع بيكر في اقناع واشنطن بالتخلي عن رفضها منح عقود رئيسية لاعادة اعمار العراق الى الدول التي عارضت الحرب هناك. لكن وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك قال ان اعتقال صدام حسين لن يدفع برلين الى عرض ارسال قوات للمساعدة في اعادة الاستقرار الى العراق. واوضح شتروك لوكالة "رويترز" ان اعتقال صدام لن يبدد في شكل سحري الخلافات بين الولاياتالمتحدةوالمانيا التي عارضت بقوة غزو العراق في اذار مارس الماضي. وقال ان العلاقات بين البلدين تحسنت منذ انتهاء الحرب ولكن "من المؤكد انها شهدت بعض الظلال القاتمة" منذ اعلنت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي انها قررت استبعاد معارضي الحرب مثل المانياوفرنساوروسيا من الحصول على عقود اولية بقيمة 6.18 بليون دولار لاعادة اعمار العراق. وردا على سؤال عن امكان اعتبار الخطوة الاميركية انتقاماً من هذه المعارضة قال شتروك "لا يمكنني الحكم على ذلك. ولكني لا اعتبر هذا القرار ذكيا". واكد ان المانيا ستثير الموضوع في محادثاتها مع بيكر. واضاف "امل ان تؤدي المحادثات التي سيجريها جيمس بيكر في برلين الى تغيير في موقف الحكومة الاميركية". وفي موسكو ا ف ب، رأى نائب وزير الخارجية الروسي أمس ان احتمال استبعاد الدول التي عارضت الحرب على العراق من عقود اعادة اعمار العراق وبينها روسيا "غير مقبول" مذكرا بالعلاقات "القديمة والمتينة" بين بغدادوموسكو. وقال نائب الوزير الكسندر سلطانوف لوكالة الانباء الروسية "ريا-نوفوستي" انه "من غير المقبول ان يقرر طرف وحده اي دول يجب ان تشارك في اعادة اعمار الاقتصاد العراقي"، مشددا على ان "روابط اقتصادية متينة وقديمة تجمع بين روسياوالعراق". واضاف "هناك دائما وسيلة للدفاع عن مصالحنا".