تصافح الرئيس السوداني عمر البشير وحليفه السابق زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض الدكتور حسن الترابي في أول لقاء يجمعهما منذ افتراقهما قبل خمس سنوات. ووجد البشير والترابي نفسيهما وجهاً لوجه في احتفال زواج نجل وزير الشؤون الهندسية السابق في حكومة ولاية الخرطوم الدكتور شرف الدين بانقا ليل الاثنين - الثلثاء في ضاحية اركويت شمال الخرطوم، إذ باشر الترابي اجراءات عقد الزواج وكان البشير هو وكيل العريس ايهاب بانقا. وردد البشير كلام الترابي صيغة العقد الشرعية كلمة كلمة... وتمازحا عندما طلب الأخير من الأول ذكر اسم العريس رباعياً فرد عليه البشير "انك تعرفه" وتبادلا البسمات قبل ان يتعانقا عناقاً حاراً على رغم برودة الطقس. وقال بانقا الذي تربطه صلة وثيقة بالرجلين ل"الحياة" انه لم يكن يقصد جمعهما وجاء اللقاء صدفة لكنه كسر حاجزاً نفسياً بينهما. وغادر البشير والترابي المكان عقب الاحتفال مباشرة وسط دهشة الجميع، اذ كان الأول ينتظر محادثة هاتفية من الرئيس جورج بوش والآخر في انتظار وفد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي دعاه الى عشاء في مقر اقامته. ولم يلتق الرجلان منذ 12 كانون الأول ديسمبر العام 1999 عندما حل البشير البرلمان الذي كان يرأسه الترابي وأقصاه من زعامة الحزب الحاكم وأعلن حال الطوارئ في البلاد. وعلى صعيد المفاوضات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، اتفق الطرفان امس على انهاء جولة المحادثات الجارية بينهما منذ مطلع الشهر الجاري في منتجع نايفاشا الكيني في 19 الجاري، وتسريع التفاوض لحسم القضايا المطروحة للنقاش. وذكرت تقارير في الخرطوم امس ان الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام النهائي المقترح في واشنطن سيكون في السابع من الشهر المقبل، بحضور قادة أفارقة وبعض رموز المعارضة السودانية. وتوقعت ان يوقع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق اتفاقاً بالأحرف الأولى على الاتفاق بعد عشرة أيام في نيروبي. من جهة اخرى، اعلنت "الحركة الشعبية" عزمها طرح وساطة بين المتمردين في دارفور والحكومة، فيما اتهم المتمردون الميليشيات الحكومية بقتل 70 مدنياً غرب مدينة زالنجي.