وصلت جولة محادثات السلام السودانية الجارية في منتجع نايفاشا الكيني بين النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق، والتي تتناول قسمة الثروة، الى مفترق رئيسي. وكشفت مصادر قريبة الى المحادثات هوة كبيرة بين اقتراحات كل من طه وقرنق في شأن نسب توزيع عائدات النفط. في غضون ذلك، اعلن الرئيس عمر البشير أمام قادة شرق افريقيا في افتتاح قمة دول "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد في كمبالا أمس، انه "واثق جداً بالتوصل الى اتفاق سلام شامل في السودان"، وقال : "ثمة عوامل ايجابية تشير الى ان السنة الجارية ستكون سنة السلام". راجع ص 6 وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة الى المفاوضين في نايفاشا ان لجنة الوسطاء في "إيغاد"، اقترحت تمديد الجولة الجارية حتى الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ثم معاودتها في الاسبوع الأول من الشهر التالي. ووافقت "الحركة الشعبية" على الاقتراح، لكن الوفد الحكومي اقترح رفع المفاوضات اليوم السبت بسبب حلول شهر رمضان المبارك. وكشفت المصادر ذاتها "ان الهوة واسعة بين الطرفين". وقالت: "ان وفد الخرطوم اقترح استكمال البحث في ملف الثروة واصدار وثيقة اتفاق اطارية لطمأنة الرأي العام السوداني والعالمي، وذلك للحفاظ على قوة الدفع التي تولدت عقب توقيع اتفاق الترتيبات العسكرية والأمنية في ايلول سبتمبر الماضي. لكن الحركة شددت على استكمال ملف المناطق الثلاث" المهمشة، وهي ابيي والنيل الأزرق وجبال النوبة. وأشارت الى "ان قرنق سلم طه اقتراحاته في شأن المناطق الثلاث عشية زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى نايفاشا الاربعاء الماضي لكن طه لم يسلم الرد الحكومي، فيما يرفض قرنق الاستمرار في ملف الثروة". وأكدت المصادر ان "الفارق الكبير تمحور حول اقتراحات نسب توزيع عائدات النفط. اذ يقترح قرنق 60 في المئة من العائدات للجنوب، و10 في المئة لمناطق انتاج النفط، فيما تقترح الخرطوم نسبة 10 في المئة للجنوب وواحد في المئة فقط لمناطق انتاج النفط". ولوحظت جولات مكوكية يقوم بها القيادي الجنوبي البارز ابيل الير الذي لعب دوراً كبيراً في التمهيد للقاء قرنق وطه وإنجاح جولة الترتيبات العسكرية والأمنية. والتقى الير طه وقرنق كلاً على حدة. كما التقى قرنق عدداً من القيادات الجنوبية الحكومية التي جاءت من الخرطوم. في حين نشط مساعد رئيس الجمهورية مبارك الفاضل لتقريب مسافة الخلافات بين طه وقرنق اللذين عقدا اجتماعاً صباح أمس. وأكدت المصادر "ان فترة ليل الجمعة حتى صباح اليوم السبت ستكون فاصلة في مسيرة الجولة الحالية التي عقد عليها الكثير من الآمال". وأكد مبارك الفاضل في تصريحات صحافية "ان الساعات ال24 المقبلة ستكون حاسمة". وأشار الى "ان الحركة ترفض حسم موضوع الثروة من دون حسم ملف المناطق الثلاث لاعتبارات مشروعة تتعلق بجزء مهم من عضوية الحركة في الشمال، وفي تلك المناطق".