فجر زعيم المؤتمر الوطني السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي "قنبلة" مدوية في سماء الخرطوم أمس، معلناً اتفاقه مع ألد اعدائه السياسيين، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق، ل"تصعيد وسائل المقاومة الشعبية" ضد نظام حليفه السابق الرئيس عمر البشير "حتى يتخلى عن النظام الشمولي". راجع ص 7 وعقد الترابي مؤتمراً صحافياً أمس ليعلن، في خطوة تعتبر أقصى التطرف في التحالفات السياسية، نص اتفاقه مع قرنق الذي جاء بعنوان "مذكرة تفاهم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني الشعبي". وقال إن الحوار بين حزبه و"الحركة الشعبية سيمضي إلى ما هو أعمق من مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان"، إثر سلسلة اجتماعات عقدت في جنيف من 17 الشهر الجاري إلى 19 منه، وقد يصل الى مستويات عليا بلقاء يجمعه مع زعيم التمرد الجنوبي. واوضح ان الاتفاق في حدود سياسية وليست عسكرية، وان الدين لن يكون عقبة في الحوار مع "الحركة الشعبية". مشيراً الى ان حوار العرب مع اسرائيل مستمر والطرفان في حال حرب، وزاد :"حوارنا مع قرنق سيكون ذا جدوى لأن من يقودونه رجال فكر وليسوا رجال أمن". وتعتبر "مذكرة التفاهم" بين الترابي وقرنق بمثابة اول لقاء بين أكبر نقيضين وأشد خصمين في العمل السياسي على الساحة السودانية منذ تأسيس "الحركة الشعبية" العام 1983، فالاول أحد أركان الحركة الاسلامية في السودان، بينما الثاني علماني متشدد ويقود حركة غالبيتها من المسيحيين. وأكد الطرفان في المذكرة "أن السودان بلد متعدد سياسياً ومتنوع دينياً وثقافياً ولا بد من التراضي على عقد اجتماعي جديد". كما أكدا "أن حق تقرير المصير حق إنساني مشروع"، في إشارة اإى جنوب السودان. وحمل الترابي، في مؤتمره الصحافي، مجدداً على حلفائه السابقين، منتقداً استمرار فرض حال الطوارىء. واتهم جهات مصرية بالتدخل في بنية تشكيل الحكومة الجديدة التي بات إعلانها وشيكاً. وقال: "هذا خبر وليس تحليلاً". واعتبر "ان سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية صارت قديمة في زمن العولمة".