كابول - أ ف ب، رويترز - أعادت الحكومة الافغانية الموقتة التي تشكلت بمساعدة دول غربية إدارة مشابهة للشرطة الدينية سيئة السمعة التي كونتها حركة "طالبان" إلا أنها تتمع بصلاحيات أقل. وأعلن نائب كبير القضاء فضل أحمد مناوي أمس أن "إدارة الحسبة" ستتولى مهمة ضمان كبح السلوكيات المنافية لتعاليم الاسلام. وأضاف مناوي أن محمد مصطفى وهو شخصية معروفة من المجاهدين السابقين سيترأس الادارة وسيخضع لأوامر المحكمة العليا. ويقال إن مصطفى هو أحد أعضاء تحالف الشمال الذي يهيمن على حكومة الرئيس حميد كارزاي والذي ساعد الولاياتالمتحدة في الاطاحة بنظام "طالبان". وأضاف مناوي "أرسلت خطابات إلى كل المقاطعات والاقاليم تفيد بأن الادارة تعمل على أساس تفويض يهدف أساسًا إلى الدعوة إلى الصلاة وغيرها من العبادات ومنع ارتكاب أي ممارسات غير مشروعة". وقال مناوي إن عقوبة المخالفين ستكون أقل من العقوبات التي كانت تفرضها "طالبان" مثل الرجم والجلد والاعدام وقطع اليدين وستتوقف على نوع المخالفة نفسها وتتضمن دفع غرامات والسجن والجلد أيضًا. وتابع مناوي قائلاً إن المحكمة العليا هي التي ستكون لها الكلمة الاخيرة في تطبيق العقوبات التي لن تنفذ علنًا كما كان الحال عندما كانت "طالبان" في السلطة. وذكر مناوي أن "إدارة الحسبة" ستتألف من نحو 300 فرد من بينهم 50 امرأة يزرن المدارس للتأكد من أن الطالبات يلتزمن بتعاليم الاسلام. ومن جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الاممالمتحدة في كابول مانويل دي آلميدا إي سيلفا أمس أن ثمانية جنود أفغان قتلوا في التاسع من آب أغسطس في شمال أفغانستان في إطار نزاع شخصي مستمر منذ 23 عامًا بين فصيل يتزعمه القائد الاوزبكي الجنرال عبد الرشيد دوستم وآخر بزعامة القائد الطاجيكي أستاذ عطا في منطقة جوسفاندي في إقليم ساري بول. وأضاف أن أحد عشر جنديًا آخرين احتجزوا رهائن لكن أفرج عنهم بعد تدخل فريق من الاممالمتحدة ترافقه لجنة أمنية محلية تضم عناصر من الفصائل الثلاثة الموجودة في المنطقة وهي فصيل دوستم وفصيل أستاذ عطا وجماعة حزب الوحدة وهي جماعة شيعية تفاوض على هدنة. وأمضى أعضاء اللجنة والمسؤول عن الشؤون السياسية في الاممالمتحدة ميرفين باترسن يومين في التفاوض حول اتفاق ينص على "تسليم الجثث وعودة الاسرى ونزع أسلحة السوق المركزية البازار في شكل كامل ووصول قائد جديد إلى المنطقة من ولاية أخرى". وأضاف أن الفصيلين قبلا نزع السلاح من منطقة جوسفاندي حيث وقع الاشتباك وسمحا لرجال من حزب الوحدة من منطقة مجاورة بالسيطرة على البلدة. ويذكر أن الحوادث بين القادة المحليين المتنافسين تضاعفت في الاسابيع الاخيرة في الشمال ما دفع الممثل الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي إلى التحذير من خطر تدهور الوضع الامني، في خطاب ألقاه في نيويورك في تموزيوليو الماضي. وقتل العشرات في اشتباكات بين فصيل دوستم وفصيل عطا ما اضطر بعض وكالات الاغاثة الغربية إلى وقف عملياتها في المنطقة.