كابول - أ ف ب - إجتمع كبار زعماء الحرب الافغان في كابول امس، مع ممثلي الحكومة الموقتة التي دعتهم الى تنحية خلافاتهم جانباً والاتحاد لتشكيل الجيش الافغاني المقبل. وقال رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي الذي شارك في الاجتماع داخل قاعة تزينها صورتان عملاقتان للقائد الراحل احمد شاه مسعود: "انه يوم تاريخي لأفغانستان. للمرة الاولى خلال 23 عاماً يجتمع كل الزعماء الرئيسين بهدف تشكيل جيش افغاني". ومن بين ابرز المشاركين في الاجتماع قائد الميليشيات الاوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم وحاكم هيرات الطاجيكي اسماعيل خان وقائد ميليشيا تحالف الشمال الجنرال الطاجيكي محمد فهيم خان، الى جانب كارزاي والمبعوث الدولي في افغانستان الاخضر الابراهيمي. ووعد فهيم خان الذي يتولى منصب وزير الدفاع في حكومة كارزاي بأن يكون الجيش القادم المتعدد الاثنيات "مستقلاً ولا يتدخل في النزاعات السياسية". وتابع ان "تجربة السنوات ال22 الاخيرة اثبتت انه عندما يتعاطى الجيش السياسة، فإن ذلك يسبب الشقاء لأفغانستان". وفي الوقت نفسه، دعا دوستم الى الاتحاد، وتجاهل المعارك الاخيرة التي دارت بين قواته ومقاتلين موالين للجنرال فهيم. وقال: "لنتوقف عن الاقتتال من اجل السلطة. دعونا نهدم الجدار بين الشمال والجنوب وننسى هذه الانقسامات"، في اشارة الى الخلافات بين جنوبافغانستان وغربها حيث غالبية من البشتون من جهة، ومن جهة اخرى الشمال، حيث اقليات طاجيكية وأوزبكية وهزارة. وقال دوستم: "إنني مستعد للعمل بقيادة كارزاي ووزارة الدفاع حتى الرمق الاخير". وأدى الجنرال فهيم تحية الى مسعود وهو طاجيكي مثله، مذكراً بمقاومته للاحتلال السوفياتي 1979-1989 ثم لنظام طالبان 1996-2001، ما اثار هتافات تأييد من القادة الطاجيكيين. وأبرزت الاضطرابات والمعارك الاخيرة في عدد من الولايات الحاجة الى تشكيل جيش مهني، وهو ما يطالب به كارزاي والمجتمع الدولي كوسيلة لوضع حد للصراعات بين مختلف الفصائل وضبط سلطة زعماء الحرب وإرساء الاستقرار في البلاد بعد 23 عاماً من الحروب المتواصلة. وبدأت المرحلة الاولى من تشكيل هذا الجيش مع الشروع في تدريب كتيبة اولى من الجنود القادمين من ولايات مختلفة في كابول تحت إشراف القوة الدولية للحفاظ على الامن في افغانستان ايساف. وعقد هذا الاجتماع امس، في الوقت الذي تخوض الولاياتالمتحدة وقوات محلية افغانية معارك في شرق البلاد ضد مجموعة من مقاتلي حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" متحصنين في جبال عرما. وذكّر اسماعيل خان بسنوات المقاومة ضد الجيش السوفياتي. واعتبر ان الجيش القادم ينبغي ان يمثل الشعب الافغاني بجميع شرائحه. وقال حاكم هيرات: "اننا نتحدث عن تشكيل جيش من مئات آلاف الرجال. لكن كان لدينا قبل 23 عاماً جيش من عشرين مليون رجل اثبت جدارته في ساحة المعركة".