سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون أبلغ وزراء ليكود أن الجيش قد يقتحم بلدات جديدة ... فدعوه إلى تجاهل النداءات الأميركية . إسرائيل ترد على بيان مدريد برفض الانسحاب الفوري من المدن الفلسطينية
صعدت إسرائيل تحديها لحليفتها الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي حين ردت أمس على البيان الرباعي في مدريد الذي طالبها بسحب جيشها من الأراضي الفلسطينية، بقولها إن قواتها "لن تنسحب حالياً من المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وان حصار كنيسة المهد في بيت لحم سيتواصل حتى يستسلم المسلحون الفلسطينيون الذين يتحصنون داخلها". وجاءت هذه القرارات في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بتركيبته الجديدة التي ضمت الوزيرين الجديدين المتطرفين من حزب المستوطنين ايغي ايتام واسحق ليفي وزعيم حركة "غيشر" اليمينية ديفيد ليفي الذين عززوا الجناح اليميني المتغطرس وأفقدوا ما تبقى من ثقل لوزير الخارجية شمعون بيريز الذي يؤيد التجاوب مع النداءات الأميركية بالانسحاب من المدن الفلسطينية "حيث تسمح التطورات الميدانية بذلك ولتفادي المزيد من الضغوط الدولية". وقرر المجلس أيضاً تبني اقتراحات المبعوث الأميركي انتوني زيني بشأن وقف اطلاق النار و"افساح المجال أمام وزير الخارجية الأميركي كولن باول للقاء الرئيس الفلسطيني في رام الله" على رغم اعتبار رئيس الحكومة ارييل شارون عقد مثل هذا اللقاء "خطأ فادحاً". وقال وزير المال سلفان شالوم إن الحكومة أخطأت حين قررت فرض العزلة على الرئيس الفلسطيني بدل أن تقوم بإبعاده. وتابع ان باول سيرغم عرفات على وقف النار و"في المقابل سيطالب إسرائيل بوقف عملية الجدار الواقي فوراً وقبل أن تحقق الأهداف التي حددت لها". ودعا وزراء "ليكود" زعيم الحزب رئيس الحكومة إلى تجاهل النداءات الأميركية بوقف الهجوم على المدن والمخيمات الفلسطينية، وراح وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو إلى أبعد من ذلك، حين نصح شارون بالمناورة بين وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين حيال الاختلاف في موقف كل منهما من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ورد عليه شارون زاجراً وزاعماً ان إسرائيل لا تتدخل في الشؤون الأميركية الداخلية، مضيفاً انه يجب تعميق الدعاية للموقف الإسرائيلي في أوساط الكونغرس الأميركي علّها تساهم في تخفيف ضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل. ونقلت الاذاعة العبرية عن شارون ابلاغه وزراء ليكود أن قوات الاحتلال ستواصل تطويق المدن الفلسطينية، بل وستعزز محاصرتها وقد تقتحم بلدات جديدة في إطار عملة "السور الواقي". ليبرمان يدعو إلى قصف مقر عرفات ودعا زعيم الاتحاد القومي المتطرف افيغدور ليبرمان الحكومة إلى تجنيد كامل للاحتياط "لأن لا حل سياسياً للنزاع، وفقط بالقوة العسكرية يمكن أن نحسم الإرهاب". وقال إن على إسرائيل أن تتعامل مع "الإرهاب الفلسطيني" على غرار تعامل الولاياتالمتحدة مع "طالبان" وقصف قواتها بالطائرات الحربية حتى بثمن وقوع مئات القتلى. وزاد أن على الجيش الإسرائيلي أن يقصف مجمع "المقاطعة" في رام الله حيث مقر الرئيس الفلسطيني و"هدمه فوق رؤوس من في داخله". وتابع قائلاً إن "بمقدور الجيش هزم المسلحين داخل كنيسة المهد في بيت لحم من خلال رشهم بالغازات"، مستدركاً أنه يقصد استعمال غاز تخدير يمكن قوات الاحتلال من إلقاء القبض عليهم. وحذر من أن عدم حسم الحرب على الفلسطينيين بسرعة قد يأتي بخسارة إسرائيل حربها "على غرار ما حصل في حرب الاستنزاف عام 1970 وفي الحرب على لبنان عام 1982 اللتين استغرقتا وقتاً طويلاً". واشترط ليبرمان عودته إلى حكومة شارون بإلقاء القبض على قتلة الوزير رحبعام زئيفي ومرسليهم، مهدداً بأن إسرائيل ستفعل ذلك "وتقبض عليهم أحياء أو أمواتاً". وانتقد ليبرمان ما اسماه امتناع إسرائيل عن الرد على "اعتداءات حزب الله"، داعياً إلى تنفيذ تهديد رئيس الحكومة السابق ايهود باراك ب"جعل لبنان أرضاً محروقة" في حال اطلقت رصاصة إلى بلدات إسرائيلية في الشمال. أما المجلس الوزاري المصغر فقرر "مواصلة سياسة ضبط النفس وعدم الرد في المرحلة الراهنة على اعتداءات حزب الله". وقالت الاذاعة ان القرار اتخذ على رغم تأييد شارون ووزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر فكرة الرد على هذه الاعتداءات.