سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحقيقات لم تشر الى اقتراب "زورق صغير" منها و باريس لا تغلب نظرية الاعتداء ... و"أبو حمزة" يتحدث عن ضلوع "القاعدة". اليمن : الثقب في الناقلة الفرنسية يرجح انفجاراً داخلها
تواصلت التحقيقات امس لكشف ملابسات حادث انفجار ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" امام السواحل اليمنية. واوقفت السلطات اليمنية نحو مئة شخص. معظمهم من الصيادين، نفوا ان يكونوا شاهدوا أي زورق يقترب من الناقلة قبل انفجارها، على عكس ما زعمت الشركة المالكة. وقال مسؤولون فرنسيون ان نظرية العمل الارهابي ونظرية الحادث "متعادلتان" في شكل يمنع ترجيح احتمال على آخر. لكن زعيم جماعة "أنصار الشريعة" في لندن أبو حمزة المصري، قال في تصريحات امس انه يعتقد ان تنظيم "القاعدة" وراء تفجير الناقلة. أكد ل"الحياة" مسؤولون حكوميون في محافظة حضرموت اليمنية، شرق البلاد، ان الشواطئ الشرقية والمياه الاقليمية اليمنية في البحر العربي مهددة بكارثة بيئية خطيرة نتيجة تسرب نحو 350 ألف برميل من النفط الخام من الناقلة الفرنسية التي تعرضت لحريق وانفجارات هائلة في خزاناتها قرب ميناء الضبة الخاص بتصدير النفط صباح أول من أمس. وكانت النيران مشتعلة في الناقلة حتى ليل أمس. ويبدأ اليوم فريق من المحققين الفرنسيين وخبراء مختصين في فرنسا التحقيقات الى جانب المحققين والخبراء اليمنيين بهدف كشف ملابسات الحادث. وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" ان ثغرة يكفي قطرها لمرور رجل كانت بادية على الجانب الأيسر من ناقلة النفط الفرنسية العملاقة "ليمبورغ" التي كانت لا تزال تشتعل حتى مساء امس. وأضاف المراسل الذي كان ضمن مراسلين آخرين في جولة منظمة الى موقع الانفجار، ان قطع المعدن المدمرة في الناقلة بدت معوجة الى الخارج اكثر منها الى الداخل. واذا كان الجانب الأيسر متفحماً مع وجود ثغرة بادية فيه، فإن الجانب الأيمن بدا سليماً. ولا تزال النار، الظاهرة من الثغرة، تشتعل داخل حوض الناقلة التي كانت تجرها سفينة قاطرة كندية بعد الظهر لإبعادها عن السواحل المهددة بالتلوث. وكانت "ليمبورغ" على بعد حوالى 40 كلم من الساحل، حيث تشكلت بقع نفطية. وكان محافظ حضرموت عبدالقادر هلال اكد في وقت سابق "انه تمت السيطرة على الحريق في الناقلة ليل الأحد - الاثنين". وحصلت "الحياة" على معلومات بأن 23 بحاراً كانوا على متن الناقلة نفوا نفياً قاطعاً مشاهدة أي زورق يقترب منها قبل وقوع حادث الحريق والانفجارات، فيما أفاد واحد منهم فقط بأنه شاهد زورقاً صغيراً يتجه نحو الناقلة قبل اشتعال الحريق فيها. ولم يدل بمعلومات اضافية. وكان قدّم نفسه على انه مساعد القبطان، غير ان المعلومات التي حصلت عليها السلطات اليمنية اكدت انه طالب فرنسي متدرب لا يتجاوز سنه 21 عاماً. وأكدت هذه المعلومات أن الناقلة المدمرة تتسع لأكثر من مليوني برميل من النفط الخام وتعتبر من الناقلات العملاقة، وان المؤشرات الأولية للحادث تشير الى ان منظومة جهاز الغاز الخامل الذي يساعد على منع الحوادث العرضية في مواقع الخزانات كان معطلاً. ولا يزال قبطان الناقلة يفضل الصمت وعدم الإدلاء بأي معلومات قبل ان يلتقي بخبراء من الشركة المالكة والمحققين الفرنسيين. وأضافت المصادر ان اتصالاً جرى بين القبطان ومدير ميناء الضبة بريطاني الجنسية لحظة اشتعال الناقلة وأبلغه القبطان بأن حريقاً يشتعل ثم عاود ابلاغه بحدوث انفجار في الخزان الرابع وان القبطان رد على برقية وجهتها اليه السلطات اليمنية في الميناء بأنه مشغول بإطفاء الحريق والتعامل مع المخاطر المتصاعدة داخل الناقلة. وبعد أكثر من ثلاث ساعات، تدخلت فرق الانقاذ اليمنية لانتشال 11 بحاراً قفزوا من الناقلة بعد فشلهم في اخماد الحريق وبينهم 3 فرنسيين والبقية يحملون الجنسية البلغارية، بالإضافة الى بقية أفراد الطاقم باستثناء شخص واحد يعتبر مفقوداً بلغاري. وباشرت السلطات اليمنية اجراء تحقيقاتها وأوقفت اكثر من 100 شخص معظمهم من الصيادين الذين كانوا في منطقة الصيد البحرية القريبة من الخط المائي لميناء الضبة وتم استجوابهم ونفوا جميعاً ان يكونوا شاهدوا زورقاً غريباً يقترب من الناقلة قبل الحادث أو متواجداً في محيط الميناء. كذلك استجوبت السلطات 14 بحاراً كانوا على متن زروقين في مهمة الدليل لتوجيه الناقلة على خط سيرها نحو الميناء، ونفوا جميعاً مشاهدة أي زورق غريب اقترب من الناقلة قبل الحادث. واشار مسؤولون حكوميون الى ان الحديث عن احتمال تعرض الناقلة لهجوم ارهابي شبيه بالهجوم الذي استهدف المدمرة "كول" قبل عامين في عدن "سابق لأوانه ولا يوجد أي مؤشرات فعلية يمكن الاعتماد عليها في هذا الاحتمال". غير ان هؤلاء اكدوا ل"الحياة" ان الاحتمالات كلها قائمة وان التحقيقات كفيلة بكشف ملابسات الحادث "انما يظل احتمال الهجوم الارهابي على الناقلة احتمالاً ضعيفاً للغاية". وانتقد هؤلاء تصريحات الشركة الفرنسية المالكة للناقلة عن احتمال تعرضها لهجوم ارهابي شبيه بما حدث للمدمرة الاميركية "كول" وقالوا بأن الشركة "استعجلت" في محاولة لتخليص نفسها على ما يبدو من الالتزامات والتبعات التي يترتب عليها الحادث، خصوصاً ان الحكومة اليمنية ستطالب بتعويضات كبيرة نتيجة الاضرار التي لحقت بالبيئة البرية والشواطئ اليمنية وعرقلة عملية تصدير النفط. وأضافت هذه المصادر ان ميناء الضبة من اهم الموانئ اليمنية لتصدير النفط وهو محاط بسياج أمني واجراءات احترازية مشددة. وهو منفذ حيوي لتصدير نحو 80 في المئة من اجمالي الانتاج النفطي لليمن. واكدت ان الحكومة اليمنية تعهدت للحكومة الفرنسية تقديم تسهيلات كبيرة لفرق التحقيق والخبراء للمشاركة في اجراء التحقيقات حول الحادث وكشف ملابساته في أسرع وقت ممكن. وقالت ان كتلاً من الحديد المحترق بدأ يخرج من فجوات احدثتها الانفجارات داخل الناقلة الى محيطها نتيجة ضغط الانفجار. ولمحت الى ان قبطان الناقلة وطاقمها كانوا يعلمون بأن الحريق اشتعل من داخلها وليس من خارجها ولذلك فضلوا البقاء نحو 3 ساعات لمحاولة اخماد الحريق ولما وجدوا الأمر مستحيلاً طلب القبطان من سلطات الميناء اليمني المساعدة لإنقاذه وأفراد الطاقم. ولفتت الى ان تسجيلات كاملة للمحادثة والبرقيات بين الميناء وطاقم الناقلة متوافرة وسيتم عرضها على لجان التحقيق. وتوجه من صنعاء وزيرا النفط والنقل اليمنيان ومعهما وكيل وزارة الداخلية الى محافظة حضرموت لمباشرة التحقيقات والاطلاع على آخرتطورات الحادث. وفي باريس، اكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان امس ان من غير الممكن الآن القول هل الانفجار الذي وقع على متن حاملة النفط متعمد أم لا، وان التحقيقات جارية حول الموضوع. وجاء كلامه خلال غداء اقامته جمعية "الصحافة الديبلوماسية الفرنسية" على شرف دوفيلبان. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" ان الوقائع التي تشير الى ان الانفجار نجم عن حادث وتلك التي تشير الى انه متعمد "متعادلة في شكل يمنع ترجيح كفة أي من الاحتمالين". وفي لندن، قال الزعيم الاسلامي المتشدد أبو حمزة المصري ل"رويترز" انه يعتقد ان تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن وراء انفجار الناقلة. وقال المصري المطلوب في اتهامات بالارهاب في اليمن: "استناداً الى ما لدي من معلومات فإن الجماعات الاسلامية في اليمن تتحد. القاعدة ليست على الدرجة نفسها من التنظيم لكن اعضاءها ينضمون الى جماعات اخرى. اعتقد انهم نفذوا هذا الهجوم ليكون بمثابة رسالة قوية للحكومة اليمنية". واضاف المصري الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه على صلة بالقاعدة : "الحكومة اليمنية ... تتعاون مع الاميركيين... جيش عدن - أبين عاد. انهم وجماعات اخرى يدعمون القاعدة. انهم يتحدون ومقاتلي القاعدة ينضمون الى جماعاتهم". وجيش عدن - أبين يضم جماعة من المتشددين الاسلاميين الذين اختطفوا سياحاً غربيين في اليمن عام 1998. وقال المصري عن انفجار الناقلة: "كانوا يريدون ضرب الحكومة اليمنية في مقتل".