واشنطن، صنعاء - "الحياة" تعززت أمس نظرية تعرض الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" لعملية تفجير يوم الأحد الماضي قبالة السواحل اليمنية. فبعد ساعات من إقرار المسؤولين اليمنيين بأن الناقلة ربما تعرّضت لهجوم إرهابي، متراجعين بذلك عن تأكيدهم بأن ما حصل نجم عن حادث على متنها، نُقل عن فريق الخبراء الأميركيين الذين شاركوا في التحقيق مع زملائهم اليمنيين والفرنسيين ان الناقلة كانت "ضحية الإرهاب". وتأتي هذه التطورات بعد يوم على توزيع زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبو حمزة المصري بيانين تتبنى فيهما جماعة "جيش عدن - أبين الإسلامي" تفجير الناقلة. ونقلت وكالة "فرانس برس" من واشنطن عن مسؤولين أميركيين ان المحققين الاميركيين اعتبروا ان الانفجار الذي استهدف الناقلة الفرنسية كان عملاً ارهابياً. وأوضح المسؤولون الذين رفضوا كشف هويتهم ان تقارير أولية أعدها المحققون الاميركيون والفرنسيون واليمنيون في مكان الانفجار قادتهم الى هذه النتيجة، في حين كانوا يميلون الى فرضية اعتبار الانفجار حادثاً. وقال احد هؤلاء المسؤولين: "هناك الكثير من المؤشرات الآن تظهر ان الانفجار من صنع ... ارهابيين". لكنه أشار الى ان نتائج التحقيقات ليست نهائية. وقال مسؤول آخر ان هناك "مؤشرات تظهر ان الحادث وقع بسبب شيء آخر غير انفجار داخلي ولكن لا توجد نتيجة نهائية". وأعلن اليمن قبل ذلك ان من المحتمل ان يكون الانفجار نجم عن هجوم متعمد، بعدما شدد على مدى الأيام الماضية على ان حريقاً هو سبب الانفجار الذي وقع في الناقلة وليس هجوماً يشبه الهجوم الانتحاري الذي استهدف المدمرة الاميركية "كول" في تشرين الاول اكتوبر 2000 في عدن وأسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً. وفي وقت سابق أقر الكابتن سعيد اليافعي، وزير النقل والشؤون البحرية اليمني، بأن من المحتمل ان يكون الانفجار متعمداً. وقال اليافعي الذي يقود لجنة التحقيق اليمنية في الحادث خلال مؤتمر صحافي في المكلا: "لا نستبعد شيئاً، لكننا لا نريد ان نأخذ قراراً متسرعاً قبل انتهاء التحقيقات". وشدد على ان التحقيقات لا تزال في مراحلها الاولية وان فرق التحقيق وصلت لتوها الى الناقلة. وأضاف رويترز، ا ف ب ان الشرطة اعتقلت عدداً غير محدد من الاشخاص "كاجراء احترازي". ولم يقدم تفاصيل، لكن مصادر امنية قالت في وقت سابق ان حوالى 20 شخصاً اعتُقلوا. ونقلت شركة يوروناف التي تملك الناقلة عن أفراد الطاقم ان الانفجار وقع بعد قليل من رؤيتهم زورقاً صغيراً يتجه بسرعة نحو الناقلة وهي تنتظر سفينة قطر لسحبها الى ميناء الضبة قرب المكلا على بعد 800 كيلومتر تقريباً من صنعاء. وقالت مؤسسة "لويدز" لخدمات النقل البحري ان صور الفجوة التي احدثها الانفجار تدعم الرأي القائل ان الناقلة تعرضت لهجوم. واعادت التقارير عن اقتراب زورق صغير من الناقلة الى الاذهان ذكريات الهجوم على المدمرة "كول" التي اصطدم بها زورق ملغوم يقوده مهاجمون انتحاريون. وألقت واشنطن باللوم في ذلك التفجير على اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" وهو ايضاً المشتبه به الرئيسي في هجمات 11 أيلول سبتمبر. وكانت البحرية الامريكية حذرت في الشهر الماضي من هجمات محتملة يشنها تنظيم "القاعدة" على ناقلات نفط في الخليج والبحر الاحمر والتي تنقل نحو ثلث تجارة النفط العالمية. وفي بروكسيل، قال فرانسوا ديترافرنيه وهو مسؤول في "يوروناف" ان 16 فرداً من خبراء المفرقعات ومكافحة الارهاب الفرنسيين والاميركيين صعدوا على متن الناقلة التي تبعد حالياً حوالى 25 كيلومتراً عن من الساحل. وشدد على ان الهجوم عمل "ارهابي". وأضاف: "يستحيل ان انفجاراً داخلياً تسبب في تفجير الفجوة عند خط منسوب المياه" على جانبي السفينة. وقال اوبير ارديلون، قبطان الناقلة، انه يتوقع ان يكون فريق التحقيقات كوّن "فكرة جيدة" عن سبب الانفجار خلال ساعات من صعود الخبراء الى متن الناقلة. وقال مصدر حكومي يمني ان الامر سيستغرق شهراً على الاقل قبل اعلان التقرير النهائي. ولا يزال اليمن والولايات المتحدة يحققان في اسباب انفجار المدمرة "كول". واستغرق الأمر اياماً الى ان اعلن اليمن ان عملية كول "هجوم ارهابي". واعتقل اليمن اكثر من 100 شخص من المشتبه في ضلوعهم في هجمات 11 أيلول. وأظهر تقرير مؤسسة "لويدز" ان صور الفجوة وهي بيضاوية الشكل ويبلغ اتساعها نحو ثمانية أمتار تظهر حوافها منثنية الى الداخل، ما يشير الى ان الانفجار كان نتيجة هجوم متعمد من الخارج. وقال التقرير: "مكان الفجوة عند مستوى مياه البحر وعدم وجود اي اثر ملحوظ لدمار ناجم عن الانفجار على سطح الناقلة سيدعمان ايضاً نظرية الهجوم". وصادف يوم الاحد الماضي ذكرى بدء الحملة العسكرية الاميركية ضد اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" في افغانستان. ونجا كل افراد الطاقم، وهم فرنسيون وبلغار، باستثناء شخص واحد فقط من انفجار الناقلة التي كانت تحمل 400 ألف برميل من النفط السعودي عند انفجارها. من جهة أخرى، شكا عشرات الصيادين اليمنيين في المكلا والمدن المجاورة من توقف عملهم في صيد الأسماك في الوقت الذي تقوم فيه السلطات اليمنية بعملية تحرٍ واستجواب في صفوف الصيادين وتجري عملية حصر واحصاء وتفتيش عن كل قوارب الصيد والصيادين على شواطئ المكلا وبقية شواطئ حضرموت وفي المهرة وجزيرة سقطرى.